جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 13 نوفمبر 2021

(34)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

تفَقَّدُ طَالب العلم نفسَه

قال الذهبي رحمه الله في كتابه «الكبائر» (197): 

وأشر الكبر الذي فيه من يتكبر على العباد بعلمه ويتعاظم في نفسه بفضيلته فإن هذا لم ينفعه علمه.

 فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه وخشع قلبه و استكانت نفسه و كان على نفسه بالمرصاد فلا يفتر عنها بل يحاسبها كل وقت و يتفقدها.

 فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم وأهلكته.

 ومن طلب العلم للفخر و الرياسة و بطر على المسلمين و تحامق عليهم و ازدراهم فهذا من أكبر الكِبْرِ، و لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

 فعلى من يطلب العلم أن يتفقدَ نفسَهُ ما الذي يريده من طلب العلم؟

هل يريد الله والدار والآخرة؟ فهذا هو الفوز المبين.

أم يريد دنيا وشهادة وثناء من الناس وكبرًا وتفاخرًا ...، فهذا سلك طريقًا شقيَّة مظلمة، وعليه أن يتوب إلى الله، وأن يُقَدَّم لنفسِه خيرًا، ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)﴾[ آل عمران].