من مضار الاختلاط
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» رواه مسلم (2742).
في هذا الحديث: التحذير من فتنة النساء.
ومن أعظم فتنة النساء الاختلاط بهنَّ في البيوت والأعمال.
وكلما كان الإنسان أتقى لله عزوجل كان أشد خوفًا من القُرب من النساء، ورحم الله والدي وغفر له فقد ذكر لنا أنه قيل له: تأتي وتدرِّس في جامعة صنعاء، وهي اختلاطية، فرفض رحمه الله، فقيل له: يأتي الشيوعي ويدرسهن، فقال: يأتي الشيطان ويدرسهن ولا أفتن نفسي.
وفي شرح هذه الفقرة «وَاتَّقُوا النِّسَاءَ» يقول الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين»(1/525): أي: احذروهن، وهذا يشمل الحذر من المرأة في كيدها مع زوجها، ويشمل أيضا الحذر من النساء وفتنتهن، ولهذا قال:« فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» افتتنوا في النساء، فضلوا وأضلوا- والعياذ بالله-،ولذلك نجد أعداءنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء، وتبرجهن، واختلاطهن بالرجال، ومشاركتهن للرجال في الأعمال، حتى يصبح الناس كأنهم حمير، لا يهمهم إلا بطونهم وفروجهم والعياذ بالله، وتصبح النساء وكأنهن دمي، أي: صور، لا يهتم الناس إلا بشكل المرأة، كيف يزينوها، وكيف يجملونها، وكيف يأتون لها بالمجملات والمحسنات، وما يتعلق بالشعر، وما يتعلق بالجلد، ونتف الشعر، والساق، والذراع، والوجه، وكل شيءٍ، حتى يجعلوا أكبر همهم النساء أن تكون المرأة كالصورة من البلاستيك. لا يهمها عبادة ولا يهمها أولاد.
ثم إن أعداءنا أعداء دين الله، وأعداء شريعته، وأعداء الحياء يريدون أن يقحموا المرأة في وظائف الرجال، حتى يضيقوا على الرجال الخناق، ويجعلوا الشباب يتسكعون في الأسواق، ليس لهم شغل، ويحصل من فراغهم هذا شر كبير وفتنة عظيمة؛ لأن الشباب والفراغ والغنى من أعظم المفاسد، كما قيل:
إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسده.
فهم يقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدَعُون الشباب؛ ليفسد الشباب وليفسد النساء.
أتدرون ماذا يحدث؟
يحدث بتوظيفهن مع الرجال مفسدة الاختلاط، ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنا العين، أو زنا اللسان، أو زنا اليد، أو زنا الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة. وما أكثر الفساد في البلاد التي يتوظف الرجال فيها مع النساء.