جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 9 أغسطس 2021

(7)مُذَكِّرَةٌ فِي سِيْرَةِ وَالِدِي الشَّيْخِ مُقْبِلِ بنِ هَادِي الوَادِعِي رحمه الله


مِنْ إضَافَتِهِ النِّعَمَ إلَى  رَبِّهِ سُبْحَانَهُ

يقول رحمه الله في سياق كلامه على محمد المهدي: أنا أتحداه أن يأتي بطالب علم قد استفاد منه، ولست أفخر عليه بهذا، فإنني أعرف قِلَّةَ عِلمي، وأعرف حماقتي أيضًا، ولكن الله الذي علَّمكم ما هو أنا يا إخوان، الله الذي علمكم ووفقكم، أما أنا فأعرف حماقتي، وأعرف قلة علمي، وأعترف بهذا لكن الله الذي ...

 أما أولئك الذين يتشبعون بما لم يُعطَوا. كلام يا إخوان، دعايات وتفخيم للأمور، أما نحن الله يعلم بحالتنا أننا لسنا راضين عن أنفسنا.
 ووالله والله إنني أدعو الله أن لا يميتني على هذه الحالة.

 أحب أن يميتني -وأنا إن شاء الله- وهو راضٍ عني، وأنا مقبل عليه بقلبي وبجميع جوارحي، أما هذه الحالة فالله المستعان.

[ش/ الأَسئِلَةُ الجِيُولُوجِيَّةُ مِنَ الجَامِعَةِ اليَمَنِيَّةِ لوالدي رحمه الله]

وسُئِل رحمه الله: ما هي الدروس التي تدرس في المعهد الذي عندكم ؟ هل هي مقتصرة على علم الحديث فقط كما يقال بأنكم لا تهتمون بالعلم الفقهي والنحوي والعلوم العصرية ؟

ج/ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ»، والشاعر يقول:

يا ابن الكرامِ ألا تدنو فتبصر ما

***

قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا

فما ضرَّ هذا الذي يقول هذا، أو يصغي إلى الكذب! أما الكذابون ليس لنا فيهم حيلة، لكن هذا الذي يلبَّس عليه ما ضره أن يأتي إلى دماج، ويبقى أسبوعًا،  وينظر ما هي الدروس التي تدرَّس! فيجدها في جميع مجالات العلم الديني، والفضل في هذا لله عز وجل.

[ش/ الأَسئِلَةُ الجِيُولُوجِيَّةُ مِنَ الجَامِعَةِ اليَمَنِيَّةِ لوالدي رحمه الله]

وقال رحمه الله وهو يتحدث عن دار الحديث بدماج: ومثل هذه المدرسة، ما ينبغي أن يعقَّد؛ لأنها تعتبر بحمد الله أملًا من آمال المسلمين، والفضل في هذا لله وحده كما قلنا لكم قبل، فلا ينبغي أن نعقِّد على الناس.

[ش/ الأَسئِلَةُ الجِيُولُوجِيَّةُ مِنَ الجَامِعَةِ اليَمَنِيَّةِ لوالدي الشيخ مقبل  رحمه الله]

قلت:  ومن هذا المعنى ما كنا نسمعه منه:

- الله يعلم أني لم أتخذ دماج مقرًّا للدعوة ،لكن هذا شيءٌ أراده الله.

-ويقول رحمه الله عن الخير الذي حقَّقه الله على يديه من انتشار السنة ودحض البدعة ورجوع الناس إلى العقيدة الصحيحة والمنهج الحق: هذا الذي حقَّقَهُ الله  ليس بحولِنا ولا بقوَّتِنا ولا بشجاعتنا ولابفصاحتنا في الخطابة ولا بكثرة علمنا ولا بكثرةِ مالِنا ،ولكنه شيءٌ أراده الله .

-ويقولُ  والدي  في كلامٍ له: أنا  لا أقدِر على  التربية.

فقالت له امرأة من المحارم وأنا أسمع: فكيف ابنتاكَ على تربيةٍ وخُلُق؟

فقال: الله الذي هداهما  وربَّاهما لي .

ومدَّ الألف الذي  قبل الهاء في لفظ الجلالة. رحمه الله وأكرمه.

وفي هذا تربيةٌ لنا على إضافة النعمِ إلى المنعِمِ سبحانه، وإن كان الشخص هو السبب في وجود النعمة.