جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 22 أغسطس 2021

(12) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

القواعد والتعريفات من الدرس الثاني عشر

◆◇◆◇◆◇

وجوب إضمار «أن»:

بعد «لام الجحود»، وبعد «حتى»، و«أو»، و«فاء السببية»، و«واو المعية».

شرط نصب الفعل بعد «حتى»:

-أن يكون الفعل الذي بعد «حتى» مستقبلًا:

فإن كان مستقبلًا بالنسبة إلى زمن التكلم، فالنصب واجب. كقوله: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)﴾[طه:91] فلفظ ﴿حَتَّى يَرْجِعَ﴾ مستقبل بالنسبة لما تقدم، فالكلام قد وقع، وعكوفهم قد حصل.

- الاستقبال بالنسبة لغير زمن التكلم، هذا يجوز فيه الوجهان: الرفع والنصب؛ ولهذا قرئ قوله تَعَالَى: ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ﴾[ البقرة:214] بالوجهين، فالنصب باعتبار استقبال الفعل وهو ﴿ يَقُولَ ﴾ ، والرفع باعتبار أنه إخبار عن شيء قد مضى، فقول الرسول والذين معه قد مضى قبل إخبار الله به، وعلى هذا تكون «حتى» ابتدائية، والجملة التي بعدها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

◆◇◆◇◆◇

«حَتَّى» التي تدخل على الفعل المضارع المنصوب:

 تأتي للتعليل مرادفة لـ «كي»، وضابطها أن يكون ما قبلها علة لما بعدها، نحو: «أَسْلِمْ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ».

وتأتي للغاية وَهُوَ الْغَالِب، وهذه تكون مرادفة لـ«إلى»؛ وذلك إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها، أي: ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها كقوله تعالى: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾[طه:91].

 وقد تأتي للمعنيين معًا، كقوله تَعَالَى: ﴿ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ﴾[الحجرات:9].

◆◇◆◇◆◇

اختلفوا في ناصب الفعل المضارع هل هو «حتى» أو «أن» المضمرة؟

 فذهب الكوفيون إلى أن الناصب «حتى» نفسها، وذهب البصريون إلى أن الناصب «أن» مضمرة بعد «حتى»، وهذا رجحه ابن هشام رَحِمَهُ الله؛ لأن «حتى» تجر الأسماء. وهذا رد على الكوفيين أنه لا يوجد عامل واحد تارة يعمل النصب وأخرى الجر، فَما يعْمل فِي الْأَسْمَاء لَا يعْمل فِي الْأَفْعَال، وَكَذَا الْعَكْس.

وحتى لها عدَّة استعمالات:

- جارة، ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ﴾[القدر:5].

- عاطفة، مثل: «يموت الناس حتى الأنبياء» .

- ابتدائية، مثل: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾[البقرة:214].

وقد اجتمعت الثلاثة في هذا المثال: «أكلت السَّمَكَة حَتَّى رَأسهَا». بجر رأس على أن «حتى» حرف جر بمعنى «إلى»، والنصب على أن «حتى» عاطفة بمعنى «الواو»، والرفع على أنها ابتدائية وما بعدها مبتدأ والخبر محذوف أي: مأكول.

و«حتى» إذا نُصب الفعل بعدها فتكون حرف جر.

وإذا جاء بعد حتى الابتدائية «إن» فالهمزة تكسر، نحو: «مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه».

◆◇◆◇◆◇

رفع الفعل بعد «حتى» له ثلاثة شروط:

- أن يكون ما قبلها سببًا لما بعدها.

- أَنْ يَكُوْنَ زَمَنُ الْفِعْلِ الْحَالَ لَا الِاسْتِقْبَالَ. والْحَالَ تَارَةً يَكُوْنُ تَحْقِيقًا وَتارَةً يَكُوْنُ تَقْدِيرًا، الحال التقديري يكون في الفعل الذي قد وقع، وإنما أراد حكاية الحال.

-أَنْ لا يكون ما قبل «حتى» ناقصًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

إضمار أن وجوبًا:  بَعْدَ «أَوْ».

و«أو» لها معنيان:

-تأتي بمعنى «إلى»، وضابطها: أن ما بعدها ينقضي شيئًا فشيئًا «لَأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أدْرِكَ المُنَى» أي: إلى أن أدرك المنى.

-وتأتي بمعنى «إلا».وضابطها: أن ما بعدها ينقضي دفعة، مثل: «لَأَقْتُلَنَّ الْكَافِرَ أَوْ يُسْلِمَ» يعني: إلا أن يسلم.

◆◇◆◇◆◇

إضمار أن وجوبًا:  بَعْدَ فَاءِ السَّبَبِيَّةِ

ضابطها: أن يكون ما قبلها سببًا لحصول ما بعدها.

ويشترط في فاء السببية أن تسبق:

-بنفي محض أي خالص من معنى الإثبات. ومثاله: ﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ﴾[فاطر:36].

-أو طلب بالفعل.

الطلب يدخل تحته ثمانية أشياء مجموعة في قول الشاعر:

مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ وَاعْرِضْ لِحَضِّهِمُ

❖❖❖

تَمَنَّ وَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَد كَمُلَا

هذه ثمانية أشياء: الأمر، والدعاء، والنهي، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمني، والرجاء.

الأمر: الصادر من العظيم لمن هو دونه.

الدعاء: الطلب الموجه من الصغير إلى العظيم.

النهي: طلب الكف عن الفعل وتركه،  نحو: «لا تلعب فيضيعَ أملك» أو «ويضيعَ أملك».

 الاستفهام فنحو: «هل حفظت دروسك فأسمعها لك»، أو «وأسمعها لك».

العرض: الطلب برفق.

التحضيض: الطلب مع حث وانزعاج.

التمني: طلب المستحيل، أو ما فيه عسر.

الرجاء: طلب الأمر القريب الحصول.

ينظر: «التحفة السنية» (61).

واشتراط أن يكون الطلب بالفعل احترازًا من اسم فعل الأمر.

و اسم فعل الأمر عند ابن جني وابن عصفور على حالتين:

-أن يكون فيه معنى الفعل وحروفه كـ: «نَزَالِ» بمعنى: أنزل، و«دَرَاكِ» بمعنى: أدرك.

-الثاني: أن يكون فيه معنى الفعل دون حروفه كـ«صَهْ» بمعنى: اسكت، و«مَهْ» بمعنى: اكفف.

والصواب الذي قرره ابن هشام أنه في كلتا الحالتين لا ينصب الفعل المضارع بعد الفاء أو الواو إذا وقع في جواب اسم الفعل.

◆◇◆◇◆◇

إضمار أن وجوبًا:  بَعْدَ وَاوِ الْمَعِيَّةِ  المسبوقة بنفي محض أو طلب بالفعل.

وضابطها: أن يكون ما قبلها مصاحبًا لما بعدها.

فائدة: غالبًا يكون الصواب مع البصريين في مسائل النحو.

واستفدنا من درس نواصب الفعل المضارع:

-أنَّ (أن) تضمر بعد ثلاثة من حروف الجر، اللام، وكي الجارة، وحتى، وبعد ثلاثة من حروف العطف: الفاء، والواو، و أو.

-وأن إضمار «أن» وجوبًا يكون بعد: «حتى»، و«أو»، و«فاء السببية»، و«واو المعية»، وبعد «لام الجحود»، وبعد «كي» الجارة، فهذه  ستة مواضع تضمر فيها«أن» وجوبًا.

-وأن إضمار «أن» جوازًا يكون في التالي:

أن تقع بعد عاطف مسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل.

أن تقع بعد لام الجر -سواء كانت للتعليل أو للعاقبة أو زائدة- ولم يقترن الفعل بلا، إذ لو كان الفعل مقترنًا بلا وجب إظهار أن.