جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 25 يوليو 2021

(2) من نصائح والدي رحمه الله

 

نصيحة للشباب العدني

أنصح الشباب العدني بارك الله فيهم، أنصحهم بتقوى الله سبحانه وتعالى، ثم بالإقبال على العلم النافع، نحن في زمن الفتن لا ينقذنا من الفتن إلا الله سبحانه وتعالى ثم العلم النافع، في هذا الزمن كما تشاهدون الحزبياتِ الكافرة، والحزبيات المبتدِعة، والدنيا التي فُتحت على المسلمين، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»، وحالة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ والصحابة وما كانوا عليه، حالتهم معروفة، ما كانوا عليه من شظف المعيشة، وما كانوا عليه من الصبر على الشدائد، وما كانوا عليه من الصبر على الجوع، ومن الصبر على العُري، ولا يُصلِح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَهَا.

وأذكِّر الشباب العدني، وإن كنت أعتقد أن أكثرهم الآن أصبح يحفظ هذا الحديث، أُذكرهم بحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الذي في «المسند» : «يخرج من عدن اثنا عشر ألفًا يقاتلون في سبيل الله»، وفي رواية: «ينصرون دين الله هم خير ما بيني وبينهم » فعسى الله أن يحقق هذا، وجاء تقييده: «بعدن أبين» نعم فعسى الله أن يحقق هذا، ولقد سُررت غاية السرور عند أن ذهب الإخوة إلى المكلا من حضرموت، وأُخبرت بالأسئلة التي تلقى، والأسئلة التي تلقى تدل على فهمٍ جيد جدًّا للعلم وعلى محبة للعلم.

 لكنني أقول: إن تصرفَ الشباب العدني والشباب بحضرموت التصرف تصرف جهال، والأسئلة أسئلة علماء، أقول هذا؛ لأنه يؤسفني جدًّا أن يأتيهم الداعي إلى الله، ثم بعد ذلك يقلبُهم في لحظة واحدة، يسوؤني جدًّا أن يأتيهم الداعي فيقلبهم في لحظة واحدة، فالأعرابي، يأتي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فيقول: «يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟»، إنه دين، إنها جنة ونار، إنه مصير: إما إلى الجنة، وإما إلى النار. يسوؤني جدًّا أن يكون الشباب العدني والشباب بحضرموت كالكُرَة من جاء تبعوه، ومن جاء قلبوهم، عندهم إقبال، وعندهم صبر على الشدائد، وقد واجهوا ما لم نستطع أن نواجهه أسأل الله أن يبارك فيهم، واجهوا الشيوعية وصبروا على الشيوعية لكن بقي ماذا ؟ أن بعض السلف كان يقول: ابتُلينا في الضراء فصبرنا وابتلينا في السراء فلم نستطع أن نصبر. نعم السيارات هذه -أمهات دبَّة-لا تكن مساومة في دينك، لا تكن عندك تساوي بعرة، نعم الفلوس إذا كانت مساومة لدينك لا تكن عندك تساوي بعرة، النجمات والرُّتب إذا كانت مساومة لدينك لا تكن عندك تساوي بعرة، الكراسي إذا كانت مساومة لدينك لا تكن عندك تساوي بعرة.

ينبغي أن ندْرُس سيرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وسيرة أصحابه رضوان الله عليهم، وما صبروا عليه من الجوع والعري، حتى إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ» أي: من السجود والركوع، «لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ قبل الرِّجَالُ» خشية أن تنكشف عورات الرجال من ضيق الأُزُر، مصعب بن عمير الشاب الذي كان مدلَّلًا بمكة عند أن استُشهد بأحد لم توجد له إلا نمرة، إن غطوا بها رأسه بدت رجلاه، وإن غطوا بها رجليه بدا رأسُه، فأمرهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أن يغطوا بها رأسه. فهذا شأنهم، في غزوة الخندق جابرٌ رأى حجرًا على بطن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فرجع إلى امرأته، وقال: لقد رأيت شيئًا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ليس بعده صبر، ثم فعل تلكم الوليمة وتلكم الدعوة، تلكم كانت هي حالة رسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، الذي لو شاء وطلب من ربه أن يعطيه من المال ما أعطاه، والذي كان يعطي المائة من الإبل، تلكم كانت حالة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، أذكر هذا لإخواننا؛ لأننا في زمن المساومة بالدين، نعم في زمن المساومة نذكر هذا.

الإخوة إخواننا أهل الدعوة الذين يذهبون إلى حضرموت وإلى عدن لا يريدون من إخوانهم جزاءً ولا شكورًا، ولا يطلبون من إخوانهم أن يتبعوهم، بل يقولوا: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نتبع إلا كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. يجدُون من إخوانهم إقبالًا غاية الإقبال، لكن ماذا؟ إذا ذهب أصحاب الحكمة -التسمية ظلم أن تُسمى جمعية الحكمةإذا ذهب أصحاب الحكمة الذين احتفلوا ودعَوا إلى الاحتفال ليلة سبعة وعشرين من رجب، احتفال ماذا يا إخواننا؟ ليلة الإسراء، جهلتم، جهلتم، أو تجاهلتم يا أصحاب الحكمة، اقرأوا: « تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب»، لم يثبت أنه أُسري بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ليلة سبعة وعشرين من رجب. نعم، محمد المهدي، وعَقيل، وأحمد المعلم، وعبد المجيد قد بُحَّت أصواتهم وهم ينهون الناس عن هذا، صدق الرسول صلى الله عليه وعلى وسلم إذ يقول: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَعرض الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّما قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّما قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ». تارة نمدح وتارة نقدح، إن بلغتنا أخباركم الطيبة مدحناكم، وإن بلغتنا أخباركم الشنيعة حذرنا منكم ومن بدعكم.

 وإلى من يدعون؟ من هي محاضرته؟ إنها محاضرة ناصر الشيباني، الذي كان ركنًا من أركان الباطل في شأن الوحدة وفي شأن الدستور، وارجعوا إلى شريط: «عمائم على بهائم»، فلا نحتاج إلى أن نكرر، لا نحتاج إلى أن نكرر، قد أصبح منبوذًا من الإخوان المسلمين، وأصبح منبوذًا من السنة، وأصبح منبوذًا من المجتمع، وأنتم يا أيها - أنا أصون لساني وإلا كادت أن تنطلق كلمة كبيرة، كبيرة نعم أنتم تأتون بقاصمتين: القاصمة الأولى: الدعوة إلى الإسراء والمعراج، القاصمة الثانية: دعوة إلى من يحاضر إلى ناصر الشيباني، اسمحوا لي ما عرفته إلا البارحة، وإلا ما كنت أُؤخر الشريط إلى هذا الوقت، ما عرفته إلا البارحة التاريخ كم يا إخوان هجرية البارحة؟

الطالب: ستة عشر.

الشيخ: ستة عشر  ذي القعدة. أي نعم وإلا هذا أمر يجب أن يبادَر، أنكم قد انسلختم من السنة، وانسلختم من السلفية، بالأمس قلنا: عظم الله أجرنا في أحمد المعلم، الآن عظم الله أجرنا في محمد المهدي، وفي أحمد المعلِّم، وفي عقيل، وفي بقية الحاضرين، وبعدها يستعملون مثل الإخوان المسلمين، إذا قلت لهم: ليش أنتم تعملون؟ يقول: أنا أبرأ إلى الله، أبرأ إلى الله من هذا الأمر. نعم قد قلنا لبعض كبار الإخوان المسلمين: لماذا تعملون كذا وكذا؟ أنا أبرأ إلى الله من هذا الأمر، إيش أنت تبرأ إلى الله، وأنت مع الحزبية صباحًا ومساءًا و... الحزبية؟!

أما الإخوان المفلسون فهي القاصمة الثالثة، القاصمة الثالثة: أنها نشرت جريدةُ الجماهير أنهم قرروا مع الأحزاب الأخرى ميثاق الشرف، ميثاق الشرف هذا قالوا فيه: احترام الرأي، ولا يكفَّر شخص بعينه، يعني: لا تقل لعُمر الجاوي- الذي قال: ضيقت على الله حتى خنقته لا تقل: إنه كافر، ولا تقل: إنه شر من الكلاب والخنازير، لا تقل هذا، ولا تقل للشيوعيين: إنهم شر من الكلاب والخنازير، لا يتكلم أحد في حزب، وهكذا.

يا إخواننا أنا أقول: يا شباب عدن كما أنكم أخرجتم المصريين من المساجد الذين جاؤوكم وأرادوا أن يضِلوكم في أوائل الوحدة وقبلها، أخرجتموهم من المساجد، واضطرت الحكومة إلى أن تعطيهم التلفزيون، إذا جاءكم أصحاب الحكمة قولوا لهم قبل هذا: توبوا إلى الله، وإذا جاءكم الإخوان المسلمون قولوا لهم: تبرؤوا من الحزبية وتوبوا إلى الله. أنتم أحق أن تدعوهم إلى الهدى، إي نعم أنتم أحق أن تدعوا هؤلاء المتلبسين بالدين، نعم متلبسون بالدين، أنتم أحق بهذا من أن يأتي شخص منغمِّسٌ في الحزبية، إنها الحزبية التي جعلتهم -وأكثرهم لا يعتقد شرعية هذا هي الحزبية التي جعلتهم يصفِّقون للاحتفال ليلة الإسراء والمعراج، وكذلك أيضًا الحزبية التي جعلتهم يوقِّعون أن لا يتكلم المسلم، لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)[آل عمران :104]. إنها الحزبية التي ورطت المصلين، التي ورطَّت الذين يزعمون أنهم من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك ربما يقولون: نحن تبنا إلى الله، نحن لا نطالبكم أن تتوبوا من ليلة الإسراء والمعراج فقط، نطالبكم أن تتوبوا من الحزبية، ما أرداكم إلا الحزبية، نَعم الحزبية وبحمد الله وستنكشف حقائق وحقائق وحقائق في المستقبل إن شاء الله تعالى، بحمد الله موقف أهل السنة ثابت على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ونحن يسوؤنا جدًّا أن يحال بين الشباب وبين دينهم وبين كتاب ربهم وسنة نبيهم، أن يحال بينهم وبين كتاب ربهم وبين سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يسوؤنا جدًّا أن يحال بينهم، وإلا فنحن لسنا نستكثر بهم، ولسنا ندعوهم أن يتبعونا، فلسنا أهل أن نتبع، والحمد لله رب العالمين.

[ش/ آداب وأحكام العيد لوالدي الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله]