جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 27 مايو 2021

(16) فقهُ التَّعاملِ بين الزوجين

 

تعاهد الفم بالسواك

عَنِ شُرَيْحِ بن هانئ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: «بِالسِّوَاكِ» رواه مسلم (253).

وسبب السواك عند دخول المنزل. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَبْدَأُ بِصَلَاةِ النَّافِلَةِ فَقَلَّمَا كَانَ يَتَنَفَّلُ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَكُونُ السِّوَاكُ لِأَجْلِهَا.

 وَقَالَ غَيْرُهُ: الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ رُبَّمَا تَغَيَّرَتْ رَائِحَةُ الْفَمِ عِنْدَ مُحَادَثَةِ النَّاسِ، فَإِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ كَانَ مِنْ حُسْنِ مُعَاشَرَةِ الْأَهْلِ إِزَالَةُ ذَلِكَ.

وَفِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ السِّوَاكِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَنْزِلِ، وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ أَبُو شَامَةَ وَالنَّوَوِيُّ. «حاشية السيوطي على سنن النسائي» (1/13).

وعلى القول الثاني يكون هذا الحديثُ من ضِمْنِ الأدلة في تجمُّل الرجل لزوجته ونظافته، وأن هذا من حُسْن العشرة.

وكذا المرأة من باب أولى، قال الذهبي رحمه الله في « الكبائر»(175) في سياق ذِكْرِ بعض ما تتحلَّى به المرأة عند زوجها: وَطيب الرَّائِحَة، وتعاهد الْفَم بِالسِّوَاكِ وبالمسك وَالطّيب، ودوام الزِّينَة بِحَضْرَتِهِ، وَتركهَا الْغيْبَة، وإكرام أَهله وأقاربه، وَترى الْقَلِيل مِنْهُ كثيرًا.