جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 أبريل 2021

(27)فتاوى رمضان

  تقول أختٌ لنا: نرجو منك نصائح لنا في شهر رمضان؟

جزاك الله خيرًا على الاهتمام، فرمضان شهر مبارك ينبغي انتهاز أوقاته وساعته.

ولننظر إلى عبادة أُسوتِنا وقدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، في حديثٍ واحدٍ:

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ». رواه البخاري (6)، ومسلم (2308).

وهذا الحديث نستفيد منه فوائد عن العبادة في رمضان:

الإكثار من الجود والإحسان في رمضان وغيره، ولكن في رمضان أكثر، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسرع بالخير فيه من الريح المُطْلقة.

الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان.

فشهر رمضان شهر القرآن ينبغي الإكثار فيه من قراءة القرآن، مع التدبر والتأمل في معانيه والتفهم والعمل به.

تدارس القرآن.

 قال الحافظ في معنى ذلك: ظَاهِرَهُ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَقْرَأُ عَلَى الْآخَرِ، وَهِيَ مُوَافِقَةٌ لِقَوْلِهِ: يُعَارِضُهُ. فَيَسْتَدْعِي ذَلِكَ زَمَانًا زَائِدًا عَلَى مَا لَوْ قَرَأَ الْوَاحِدُ وَلَا يُعَارِضُ ذَلِكَ.

وَمن الفوائد كما قال الحافظ في «فتح الباري» (9/45):

أَنَّ فَضْلَ الزَّمَانِ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِزِيَادَةِ الْعِبَادَةِ.

 أَنَّ مُدَاوَمَةَ التِّلَاوَةِ تُوجِبُ زِيَادَةَ الْخَيْرِ.

 وَفِيهِ مُذَاكَرَةُ الْفَاضِلِ بِالْخَيْرِ وَالْعِلْمِ وَإِنْ كَانَ هُوَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ؛ لِزِيَادَةِ التَّذْكِرَةِ وَالِاتِّعَاظِ.

 وَفِيهِ أَنَّ لَيْلَ رَمَضَانَ أَفْضَلُ مِنْ نَهَارِهِ.

 وَأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ التِّلَاوَةِ الْحُضُورُ وَالْفَهْمُ؛ لِأَنَّ اللَّيْلَ مَظِنَّةُ ذَلِكَ؛ لِمَا فِي النَّهَارِ مِنَ الشَّوَاغِلِ وَالْعَوَارِضِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ.اهـ

تزاور الصالحين  كل ليلة في رمضان لمصلحة إذا كان المزور لا يتأذى بذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يشتد فرحه بزيارة جبريل ويطلب منه الزيارة أكثر.

روى البخاري (3218) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: «أَلاَ تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟»، قَالَ: فَنَزَلَتْ:﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا [مريم: 64] الآيَةَ.

جواز قول رمضان من غير إضافة شهر.

ونسأل الله أن يعيننا وإياكم ويوفقنا للقيام بآداب الصيام ويرزقنا جميعًا الفوز بفضائل هذا الشهر المبارك.