المرأة قد تُفتن بسماع الأصوات
ذكر ابن القيم في «إغاثة اللهفان» تحقيق الفقي (1/247) أن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جدًّا.
فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من وجهين: من جهة الصوت، ومن جهة معناه؛ ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنجشة حاديه: يا أنجشة، رُويدك رفقًا بالقوارير. يعني النساء. اهـ المراد.
وليس كل النساء على حدٍّ سواء، ولكني ذكرته تنبيهًا لأختي في الله؛ لتُحافظ على قلبِها، وأن تحذرَ من القُرْب من الرجال، وأن تحرصَ على غَضِّ بصرها عن الرجال، حتى ولو كان صورة عالم، أو صورة داعي إلى الله.
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الشَّيْطَانُ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ». رواه البخاري (2039)، ومسلم (2174) عن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها.
واحرصي أن تَتَّزِنِي إن كنتِ ممن يسمع غناء النساء فيما بينهن في الأعراس والأعياد؛ فلا يحملنَّكِ سماع الأصوات على الخفة والطيش والثرثرة ورفع الصوت وفقد الاتزان.
إذا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنس مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ. . . فَكُلُّ رِداءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
فَإِنْ هُوَ لَمْ يَنْزِعْ مِنَ اللُّؤْمِ نَفْسَهُ. . . فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّناءِ سَبِيلُ
واعلمي أنه لا يقتصر اللومُ على نفسِكِ فحسْب، بل يتعدَّى بلاؤُكِ إلى نساء أهل السنة، بل وإلى طالبات العلم والداعيات إلى الله سبحانه، خاصَّةً إذا كنتِ تنتسبين إلى طالبات العلم.
والمحافظة على السمعة الطيبة مطلوبة، أذكر لكِ في هذا حديثًا واحدًا:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. الحديث، وفيه: أن عبد الله بن أُبي ابن سلول المنافق قال: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» رواه البخاري(4905)، ومسلم (2584).
فاحفظي هذا الحديث العظيم ينفعك الله به، فإن العلم النافع نور.
والشاهد منه: أنه لم يسمح النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ذلك المنافق، محافظةً على سمعته وسمعة دعوته.
فصححي مسارَكِ وتبصَّري وسلي الله التوفيق والهداية.