جديد الرسائل

الجمعة، 17 يوليو 2020

(22)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

تحذير طالب العلم وطالبته من التشبع بالعلم

قال عَزَّ وَجَل: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)﴾[آل عمران:188].

وقال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)﴾[الحج].

ومن قول الزور: تشبع الإنسان بما لم يعطَ ،لما ثبت:

 عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقُولُ إِنَّ زَوْجِي أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِنِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» رواه مسلم   (2129).

التشبع بما لم يُعط يدخل فيه أشياء كثيرة:

ومنها: أن يتشبع طالب العلم بما لم يُعط، يأخذ عباراتٍ لأهل العلم ولا يعزوها، هذا داخل في التشبع بما لم يُعطَ.

 وعند أهل العلم مقالة يرددونها «من بركة العلم عزوه إلى قائله ».

 فهذا من بركة العلم، والذي لا يعزو لا يبارك الله في علمه.وهذا يسميه أهل العلم بالسرقة، يسرق العلم ولا يعزوه إلى قائله.

وهذا من الأمانة العلمية، لأن الأمانة ليست محصورة على الأمانة في الأموال. فالأمانة أوسع:

 الأمانة في الدين، الأمانة في النقل عن أهل العلم، ينقل بأمانة ما يبتُر الكلام فيُسْقِط كلامًا يُخِلُّ بالمراد،ومن نقل عنه يعزو إليه.

فهذا أدب عظيم  يحتاج إليه كلُّ من يطلب العلم،حتى يوفَّقَ  ويبارَك له في علمه  وفي تعليمه، وفي دعوته ، والله عز وجل يقول:﴿وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾[الإسراء]، فيدعو الإنسان ربه، وتدعو طالبة العلم ربها أن يمنَّ ويعطي من واسع فضله العظيم ، ويدعو الله أن يرزقه القوة في التعبير ، والفهم ، والبصيرة ، نسأل الله من واسع فضله.

هناك أشياء واضحة أنها من كلام أهل العلم فهنا ما يلزم أن يعزَى إلى قائله، لأنه واضح أنه لغيره ،مثل الأحكام على الرواة: هذا ثقة ، وهذا ضعيف ، فمعروف أنه ناقل عن غيره ،وهذا كما مر معي  على ما أذكر من كلام الشيخ الألباني أنه استثنى ذلك، وأنه لا يعد متشبعًا.