جديد الرسائل

الخميس، 7 مايو 2020

(6)مواعظ رمضان


   تفلُّت القرآن على المتساهل في مراجعته ومشقة استرداده

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم  قَالَ: <إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ>.

أخرجه البخاري ومسلم.

وزاد الإمام مسلم:<وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه>.

قوله:(المعقلة)قال الحافظ: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد القاف، أي: المشدودة، بالعقال، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، شبَّه درس القرآن، واستمرار تلاوته بربط البعير، الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجودًا، فالحفظ موجود كما أن البعير، مادام مشدودًا بالعقال، فهو محفوظ.

 وخص الإبل بالذكر،لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورًا وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة. اهـ من«الفتح».


عَنْ عَبْدِاللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :<بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ>.رواه البخاري ومسلم.

التفصي: التخلص يقال: تفصَّي فلان من البليَّة إذا تخلص منها، ومنه تفصي النوى من الثمرة، إذا تخلص منها، أي: إن القرآن أشد تفلتًا من الصدور، من النَّعم، إذا أُرسلت من غير عقال.

المرجع: كتاب فضائل القرآن، للحافظ ابن كثير (221).


فليستعن بالله مَنْ مَنَّ الله عليه بحفظ القرآن،وليُحافظ عليه من النسيان،وليجتهد ويجاهد في مراجعته،وخاصَّةً في هذا الشهر المبارك شهر القرآن.

قال الحافظ في«فتح الباري»:الَّذِي يُدَاوِمُ عَلَى ذَلِكَ يُذَلُّ لَهُ لِسَانُهُ وَيَسْهُلُ عَلَيْهِ قِرَاءَتُهُ فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ وَشَقَّتْ عَلَيْهِ.اهـ


ودلَّت رواية<وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه>أن من أسباب تثبيت القرآن ملازمة تلاوته في الليل والنهار،وعدم الملل من تلاوة القرآن.


كما نستفيد أيضًا:الحث على القيام بالقرآن في الصلاة وفي قيام الليل،وكما قال تعالى:﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)﴾.