جديد المدونة

السبت، 2 مايو 2020

(34) العلم وفضلُه


     العلم النافع يورث خشية الله والخوف من الولاية



عن الليث بن سعد قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ:تَلِي لِي مِصْرَ؟

 قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي.

فَقَالَ: مَا بِكَ ضَعْفٌ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعْفُ نِيَّتِكَ عَنِ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ لِي»، أَتُرِيدُ قوة أقوى مني ومن عملي!!

 فأما إذ أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ أَمْرَ مِصْرَ؟

قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلُ صَلَاحٍ وله عشيرة. قال: فبلغه ذلك، فعاهد اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُكَلِّمَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ.

أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ»(1/123):سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ..الأثر.
ابن بكير:يحيى بن عبد الله بن بكير.

وهذا فيه عبرةٌ وعظة للمعتبرين.

الليث بن سعد عالمُ مصر ومفتيها،وعثمان بن الحكم الجذامي يهربان من الإمارة لعلمِهما بخطورتِها وثِقَلِ حِمْلِها.


فأين أهل زماننا  من هؤلاء؟!


وقد روى البخاري(7149)عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلانِ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَهُ، فَقَالَ:«إِنَّا لاَ نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلاَ مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ».


فمن سأل الإمارة أو حرص عليها فإنه لا يُعطَى ولا يستحق الإعانة عليها.