الدرس السابع
من[سورة الحج (22) عدد الآيات:آيتان
15 -16]
﴿مَنْ
كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ
يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ
وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)﴾.
﴿مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ﴾أي:لن
ينصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم. فالضمير وهو الهاء في قوله:﴿يَنْصُرَهُ﴾ يعود إلى النّبِيّ صلى الله
عليه وسلم.
﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى
السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ﴾ورد عن ابن عباس:«مَنْ كَانَ
يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا، فَلْيَرْبِطْ حَبْلًا فِي سَقْفٍ،
ثُمَّ لِيَخْتَنِقْ بِهِ حَتَّى يَمُوتَ»رواه ابن جرير في «تفسير هذه الآية».
﴿إِلَى السَّماءِ﴾ فيه قولان للمفسرين أحدهما: أنه
سَمَاءِ البيت،وسماء البيت سقفه ،وكل ما علاك فقد سماك. وهو قول الأكثرين حتى إن
بعضهم نقله إجماعًا ورجحه ابن كثير. والقول الثاني: أن السماء هي السماء المعروفة ،وهذا
قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾أي:لِيَخْتَنِقْ بِه.أي: بالحبل
الذي ربطه في سقف بيته في خشبة من الأخشاب، وقيل: للاختناق قطعًا لأنه يقطع
الأنفاس.
﴿كَيْدُهُ﴾ أي:
صنيعه، وهذا كما قال سبحانه:﴿ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾[آل عمران] فالله سبحانه لابد أن ينصر
نبيه وينصر دينه ويعلي كلمته.
﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ﴾ قال ابن كثير:أَيِ الْقُرْآنَ آياتٍ بَيِّناتٍ أَيْ وَاضِحَاتٍ
فِي لَفْظِهَا وَمَعْنَاهَا، حُجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ، وَأَنَّ
اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ أَيْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ،
وَلَهُ الْحِكْمَةُ التَّامَّةُ وَالْحُجَّةُ الْقَاطِعَةُ فِي ذلك ﴿لا يُسْئَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: 23] أَمَّا هُوَ
فَلِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَعَدْلِهِ وَعِلْمِهِ وَقَهْرِهِ وَعَظَمَتِهِ لَا
مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَهُوَ سَرِيعُ الحساب.
*نستفيد
:وعد الله سبحانه بنصر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكذا
سائر أتباعه، ووعدُه سبحانه لا يخلف، وهذه بشارة لهذه الأمة المحمدية بنصرتهم ونصر
دينهم﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾[غافر].والله أعلم.