جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

(17) تذكير بالصحابة رضي الله عنهم


تسأل إحدى الأخوات هل الذين ذكرهم الحافظ ابن حجر في كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة» كلهم صحابة؟

الجواب:

قسَّم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى الذين ترجَم لهم في كتابه«الإصابة» إلى أربعة أقسام :

  • القسم الأول: الصحابة الذين جاء ما يدل على صحبتهم .

  • القسم الثاني : صغار الصحابة ممن مات عنهم  صلّى اللَّه عليه وسلم وهم دون سن التمييز .

قال : وأحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتُهم عن أهل القسم الأول.

  • القسم الثالث :المخضرمون.

قال: وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبرٍ قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابَه باتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضُهم قد ذكر بعضَهم في كتب «معرفة الصحابة» فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها.

  • القسم الرابع: فيمن ذُكر في الكتب التي أُلْفِت في (الصحابة) على سبيل الوَهَم والغلَط .


ومِن هنا يتبيَّن لنا أنه ليس كلُ من ذُكِر في «الإصابة» فهو صحابي.
فالقسم الثالث وهم المخضرمون ليسوا بصحابة قطعًا.
والقسم الرابع عَدَّه بعضهم من الصحابة وهمًا وغلطًا، فلأجل ذلك ذكره ابن حجر في كتابه، وقديُنبِّه رحمه الله أنه ليس بصحابي.
والسبب في عدِّ بعض التابعين صحابة أنهم يروون أحاديث مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيحسب من وجد ذلك أنه صحابي.
قال العراقي رحمه الله في «شرح الألفية في علم الحديث»(2/170): قدْ يُعدُّ بعضُ التابعينَ في الصحابةِ وكثيرًا ما يقعُ ذلكَ فيمنْ يرسلُ منَ التابعينَ، كما عَدَّ محمدُ بنُ الربيعِ الجيزيُّ عبدَ الرحمنِ بنَ غَنْمٍ الأشعريَّ فيمَنْ دخلَ مصرَ من الصحابةِ، وهوَ وَهَمٌ منهُ على أنَّ الإمامَ أحمدَ قدْ أخرجَ حديثهُ في المسندِ، وذكرَ ابنُ يونسَ أيضًا: أنَّ لهُ صحبةً..
وأما القسم الثاني: وهم صغار الصحابة الذين مات عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم دون سن التمييز كمحمد بن أبي بكر الصديق إذ أنه لم يدرك من حياته صلى الله عليه وسلم إلا نحوًا من مائة يوم. كما في كتب المصطلح.
وهؤلاء أحاديثهم مرسلة كأحاديث مراسيل كبار التابعين.

فائدة:
الصبي المميز: هو الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب.