جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 24 يوليو 2019

(12)تربيةُ الأَولَادِ


                      مقتطف من بر الوالدين

                   لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله 


يجب على الأبِ أن يحسن تربية ابنِه وأن يلقي إليه المواعظ والنصائح، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)﴾ [لقمان]، إلى أن قال سبحانه وتعالى حاكيًا عن لقمان: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(17)وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)﴾[لقمان].

قارنوا بين هذه الوصايا  المباركة وبين وصاياكم لأبنائكم، إنك إذا نظرت إلى وصايانا لأبنائنا تجد في الغالب أنها وصايا دنيوية ،وربما تكون وصايا جاهليَّة، نعم له حقٌّ أن تربيَه وأن تحسِنَ تربيتَه.

وأنت إذا فرَّطت وما شعرت إلا وقد أصبح ولدُك شيوعيًّا أو بعثيًّا أو ناصريًّا أو حزبًا من الأحزاب الأُخرى، ستندمُ حين لا ينفعكَ الندم.

إصلاح الأُسَر أمر مهم.

 إن أحسنتَ تربية ابنك من أول الأمر فسيطيعك وسيكون خادمًا لك، وإن تركته في الشوارع كالسائبةِ،وربما لا تدري وقد أصبح يبرم شَنَبَه ويعتبرك كرتونًا، وإذا تكلمت معه ربما يتكلم معك بالكلام البذيء.


جديرٌ بك أن تحرص على تعليم ولدك «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا وهو يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ»كما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة،ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربه:«إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين»، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يرى حسنًا كما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة قد أكل تمرةً فأدخل أصبعه في فيه وأخرجها، وقال:«كخٍ كخٍ، إنها من الصدقة». 


يهتم النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بتربية البنين غاية الاهتمام، وأما إذا تركتَه للشوارع اليوم للشوارع وغدًا للحزبية،إما مع البعثيين الكفار أو الناصريين الكفار أو الاشتراكيين الكفار أو غير ذلك.


فكم من أب رأيناه يبكي، ويقول: ياليت إن الله ما خلق لي هذ الولد، هذا الولد أشقاني،هذا الولد نَغَّصَ علي معيشتي، هذا الولد أقلقني، فرَّط فيه في صِغره ،فمن أجل هذا أصبح شقاوةً على أبيه.

الله عَزَّ وَجَل يقول في كتابه الكريم:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)﴾[طه].

ويقول أيضًا في كتابه الكريم:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].

ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كما في«الصحيحين»:«كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».


فلننظر هل حقَّقنا المسؤولية أم أصبح من أبنائنا من يتخرَّج من الثانوي وإذا قلت له إقرأ:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) ﴾[الفاتحة]. عَجَنها عجْنًا.

وإذا قلت له إقرأ:﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) ﴾[الناس].

﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)﴾[قريش].

 وهكذا ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) ﴾ [الزلزلة]؟

أَرْسِم دجاجةً أرسم ديكًا هذا الذي عرفه كثير من الأبناء.

 أمَّا حفظُ كتاب الله الذي يهذِّب ولدَك ،«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به».

 كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يهذِّبَان ولدك ويجعلانِه عاقلًا .

ومجالسة السفهاء دبورٌ وفساد،وربما لا تدري إلا وقد أصبح ولدُك جاسوسًا ربما لا تدري، قد حدث هذا في مصر وفي بعض البلاد التي احتلَّتها الشيوعية،ربما يتجسسُ الأب على أولاده، وربما يتجسس الأخ على إخوانه، وربما تتجسس المرأةُ على زوجها.

 كلُّ هذا بسبب التفريط يا أمة محمد.

علينا أن نحسن التربية من أول الأمر، وأن نتقيَ الله سبحانه وتعالى فيما استرعانا فيه.

[ش/بر الوالدين لوالدي رحمه الله]