جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 31 مايو 2019

(58)الإجابةُ عن الأسئلةِ




السُّـــــؤَال:



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 أم عبد الله.

اخت تريد أن تقوم في هذه الليلة الآخرة على أحسن وجه

 و تسأل كيف ترتب وقتها فيها و ما أنواع العبادة تستطيع ان تقوم بها.  و هل يوجد أوقات مفضلة مثل ثلث الآخر في هذه الليالي؟



📌 الجَـــــوَابُ:



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



ما أحسن هذا السؤال العظيم في وقته،وإن السؤال المهم المفيد ليدل على توفيقٍ من الله.كما سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال له: أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ،: فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم    ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: <لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ لَقَدْ هُدِيَ، قَالَ: كَيْفَ، قُلْتَ: قَالَ: فَأَعَادَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ دَعِ النَّاقَةَ>رواه  مسلم(13).

وقال بعض السلف:حُسن السؤال نصف العلم.

 وقال بعض السلف: للعلم أقفلة ومفاتيحها المسألة.

وثبت في المعرفة والتاريخ للفسوي عن ابن شهاب أنه قال: إنما هذا العلم خزائن، وتفتحها المسألة.



وإن تَحَرِّي والتماس ليلة القدر لتوفيقٌ من الله،لأن الله عزوجل يقول:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)﴾ قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(7/572):الْأَلْف شَهْرٍ عِبَارَةٌ عَنْ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.اهـ.



فضل عظيم،قيام ليلة القدر يُعدُّ عُمْرًا،بل أكثرُ من عُمْرٍ فالقليل من يبلُغ هذا العُمْرَ(ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ).



وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري(1901)،ومسلم (760).

إيمانًا: أي:تصديقًا بفضلها.

واحتسابًا:للأجر من الله لا رياء ولا سمعة ولا غير ذلك مما ينافي الإخلاص.



أما العبادة التي ينبغي فعلُها في ليلة القدر فهذا يكون بهذه الأُمور:



-الصلاة كما قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».



-الدعاء والذكر.

ومن خير الأدعية في ليلة القدر ما جاء عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ".



ويُدعى فيها بخيري الدنيا والآخرة،يدعو لنفسه،يدعو لأولاده ودعوة الوالدين لا ترد،يدعو لوالديه  ولمشايخه  فإنهم  بمنزلة والديه ،يدعو لإخوانه المسلمين. والملائكة تقول لمن دعا  لأخيه بظهر الغيب ولك بمثل،يدعو للمسلمين بالعزة ورفع الذلة عنهم ..



يدعو بكلِّ خيرٍ ولا يألو جُهدًا.فالدعاء من أسباب السعادة ،وقد قال الصحابة إذن نكثر يا رسول الله أي من الدعاء فقال لهم:الله أكثر.أي يعطي الله سبحانه أكثر من السؤال .

المرأة تدعو ربها بالمعونة والسداد فإنها ضعيفة، وقد لا تجد  من يشدها ويقوي همتها  وإيمانها بالله.

 وتدعو أن الله يوفقها ويعينها لصيام القضاء ثم صيام الست في شوال ،فكثيرا من النساء تجد مشقة فيه،لأنها تُشْغَلُ وتغفل .


-الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقول لا حول ولا قوة إلا بالله وغير ذلك من أنواع الذكر.





-تلاوة القرآن . وهذا من أجلِّ القربات في هذه الليلة ،وقد أنزل الله القرآن فيها كما قال تعالى:﴿ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)﴾.



-توجُّهُ القلب إلى الله وتفريغه من الشواغل والصوارف.



🔸أما العمرة فليس فيه ترغيبٌ في العمرة ليلة القدر.



▪️ قال الشيخ ابن عثيمين في «الشرح الممتع»(6/495): تخصيص العمرة بليلة القدر، أو تخصيص ليلة القدر بعمرة هذا من البدع.ولما كانت بدعة صار يلحق المعتمرين فيها من المشقة الشيء العظيم..





إن ليلة القدر  لفرصة  عظيمة  فليحرص الإنسان أن يستغلَّها في الخير والعبادة،والله أعلم من يدرك رمضان الآتي.فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل.



▫️اللهم إنا نسألك أن تَكتب لنا قيامَ ليلة القدر في هذا الشهر المبارك،ولا تجعلنا من المحرومين.