جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 27 فبراير 2019

(67)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ


تفسير الباقيات الصالحات



عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، في قوله:{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا} قال:الأعمال الصالحة.

أخرجه ابن جرير في تفسير سورة الكهف رقم الآية(46)بسند صحيح.


واختارهذا القول ابن جرير وقال: الصواب قول من قال:هنَّ جميع أعمال الخير،لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويُثاب،وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله:(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) بعضا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


فإن ظنّ ظانّ أن ذلك مخصوص بالخبر الذي رويناه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك بخلاف ما ظن.

 وذلك أن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ورد بأن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصالحات، ولا كلّ الباقيات الصالحات، وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البِرِّ أيضا باقيات صالحات.اهـ


ورجحه ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين» (173)وقال: الباقيات الصالحات هي الأعمال والأقوال الصالحة التي يبقى ثوابها ويدوم جزاؤها خير ما يؤمله العبد ويرجو ثوابه اهـ.



وجاء عن بعض السلف تفسير الباقيات بتفسيرٍ أخص


  قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ: هِيَ قَوْلُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ.


وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَسْرُوقٌ وَإِبْرَاهِيمُ: "الباقيات الصَّالِحَاتُ" هِيَ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ. وَيُرْوَى هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.كما في«تفسير البغوي»(5/175).