جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 30 يناير 2019

(99) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ





                     إثبات صفةِ العَيْنَينِ للهِ عزَّوجل



قال تعالى:﴿وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ﴾. 

روى عبد الله بن أحمد في السنة (1060)بسند صحيح عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،وهو عبد الملك بن حبيب،﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: 39] قَالَ:«يُرَبَّى بِعَيْنِ اللَّهِ».


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل(39):المعنى:أن موسى صلى الله عليه وسلم يربى على عين الله، أي: على رؤيةٍ بعين الله سبحانه وتعالى.اهـ

وهذا يفيد إثبات صفة العين لله عز وجل.

 وفي هذه الآية مجيءُ العينِ بلفظ الإفراد﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾.

ووردت العين بلفظ الجمع قال تعالى:﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)﴾ وقال سبحانه ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)﴾.

ومجيئُ العين بلفظ الجمع للتعظيم.

أو أن يراد بالجمع ما دون الثلاثة لأن اللغة العربية قد جاءت بالجمع مرادًا به ما دون الثلاثة. فيكون قوله: (بِأَعْيُنِنَا) كقوله بعينينا، لأن أقل الجمع اثنان.يراجع/شرح السفارينية (270)للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

ودلت السنة أن لله سبحانه عينين كما في الحديث الذي  رواه البخاري (4402) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الوَدَاعِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلاَ نَدْرِي مَا حَجَّةُ الوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ المَسِيحَ الدَّجَّالَ فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ، وَقَالَ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَمَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ: أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ثَلاَثًا، إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ.

هذا الحديث يدل على إثبات العينين لله عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاطب أمته بما يفهمونه، فالدجال له عينان، والله سبحانه له عينان تليق بجلالته وعظمته،﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) ﴾[الشورى].

فقوله ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ﴾ هذا على لفظ الإفراد،ولا ينفي أن لله عز وجل أكثر من عين ،ودلت السنة أن لله عينين كما تقدم.

وصفة العَينَينِ من الصفات الذاتية،وهي صفة حقيقية كما يليق بجلال الله سبحانه وعظمته.