جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 16 يوليو 2018

(96) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ



من أسماء الله الحُسنى:القيُّوم
هذا الاسم ذكره الله سبحانه في ثلاثةِ مواضعَ من القرآن الكريم
قال تعالى في سورة البقرة:﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة:255].
وفي سورة آل عمران الآية الثانية قال تعالى:﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾.
وفي سورة طه رقم الآية(111)قال سبحانه:﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾.
ومعنى اسم الله:الْقَيُّومُ:
قال ابن القيم في «نونيته»:
هذا ومن أوصافه القيوم والـ ... قيوم في أوصافه أمران
إحداهما القيوم قام بنفسه ... والكون قام به هما الأمران
فالأول استغناؤه عن غيره ... والفقر من كل إليه الثاني
والوصف بالقيوم ذو شأن كذا ... موصوفه أيضا عظيم الشأن
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة طه:الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَنَامُ، وَهُوَ قَيِّمٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُدَبِّرُهُ وَيَحْفَظُهُ،فَهُوَ الْكَامِلُ فِي نَفْسِهِ،الَّذِي كَلُّ شَيْءٍ فَقِيرٌ إِلَيْهِ لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهِ.اهـ
فقوله القيوم يشمل أمرين:القائم بنفسه الغني عن كل ما سواه.
والقائم غيره به.
ومن أسماء الله عزوجل:الغني قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾[فاطر:15].
فالخلق كلهم فقير إلى الله محتاج إليه لا غِنى لأحدٍ عنه سبحانه لا الأغنياء ولا الملوك ولا الرؤساء ولا مَن دونهم.
قال الله سبحانه:﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [الرعد:33].
وقال سبحانه:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾[الروم:25].
قال الطحاوي رحمه الله في«العقيدة الطحاوية»:(وَيَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَا يَمْلِكُهُ شَيْءٌ.وَلَا غِنَى عَنِ اللَّهِ تَعَالَى طَرْفَةَ عَيْنٍ،وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَقَدْ كَفَرَ وَصَارَ مِنْ أَهْلِ الْحَيْنِ).اهـ
والحَين بفتح الحاء:الهلاك.
فعلى العبد أن يستشعر بذلك وأن يخضع لربِّه الذي خلقه وأمدَّه وأعدَّه
وأنعم عليه بنِعَمِه الكثيرة التي لا تعدُّ ولا تحصى.
وعليه أن يشعر بضعفه وعجزه وحاجته الشديدة لربِّه فلا يفخر ولا يتعاظم في نفسه ولا يغتر بمالِه ولا جاهه ولا بعلمه ولاذكائه لأن هذا بيدِ الله سبحانه،ولو شاءَ لانتزعه منه.