جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 1 يوليو 2018

(94) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


            
                     الله سبحانه هو الذي يسيِّر عبادَه

قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)﴾[يونس].

وقال تعالى:﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يَا مُوسى﴾.
قال ابن كثير رحمه الله في«تفسير هذه الآية»:أي جَاءَ مُوَافِقًا لَقَدَرِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ،وَالْأَمْرُ كُلُّهُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُوَ الْمُسَيِّرُ عِبَادَهُ وَخَلْقَهُ فِيمَا يَشَاءُ، وَلِهَذَا قَالَ: ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يَا مُوسى اهـ.
ولا يعني هذا أن العبد مجبورٌ على فعل الشر وارتكاب المعاصي كما تقوله الجبرية.

وهل يقال العبدُ مسيَّرٌ أو مخيَّرٌ؟
كتبت عن والدي رحمه الله:
هذه مقالةٌ مبتدَعةٌ تُجتنَب، فالجبرية هم الذين يقولون: العبد مسيرٌ غير مخيَّر.
ولكن يُقال: هل للإنسان مشيئة؟
والجواب: نعم، يقول الله تعالى:﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾[التكوير:28-29].
   فابنُ آدمَ  لهُ مشيئة، لكنها خاضعةٌ لمشيئة الله.اهـ كلام الشيخ رحمه الله.