جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 1 يوليو 2018

(20) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم




عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَبْلَ مَوْتِهَا عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ مَغْلُوبَةٌ، قَالَتْ: أَخْشَى أَنْ يُثْنِيَ عَلَيَّ، فَقِيلَ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ وُجُوهِ المُسْلِمِينَ، قَالَتْ: ائْذَنُوا لَهُ.
 فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟

 قَالَتْ: بِخَيْرٍ إِنِ اتَّقَيْتُ
 قَالَ: «فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
 زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ
 وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ».

 وَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلاَفَهُ، فَقَالَتْ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَثْنَى عَلَيَّ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.رواه البخاري(4753).

------------------------
وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد(4/297)وفيه زيادة في بعض الألفاظ.
قال الحافظ في فتح الباري شرح هذا الحديث:
فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ دَلَالَةٌ على سَعَة علم ابن عَبَّاسٍ وَعَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.
تَوَاضُعِ عَائِشَةَ وَفَضْلِهَا وَتَشْدِيدِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا.
أَنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا لَا يَدْخُلُونَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا بِإِذْنٍ.
 مَشُورَةِ الصَّغِيرِ عَلَى الْكَبِيرِ إِذَا رَآهُ عَدَلَ إِلَى مَا الْأَوْلَى خِلَافُهُ.
 التَّنْبِيهُ عَلَى رِعَايَةِ جَانِبِ الْأَكَابِرِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَأَنْ لَا يَتْرُكَ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنْ ذَلِك لمعارض دون ذَلِك فِي الْمصلحَة.اهـ
وفيه تذكير المحتضَر حسن الظن بالله.
وهذا من فضل الجليس الصالح.
فالجليس الصالح سعادة ومنَّة كبيرة من الله عزوجل.