جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 24 مايو 2018

(53)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


                             
                                          إشكالٌ والجواب عنه

عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ.

 وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ».

 وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ.رواه مسلم (830).

هذا الحديث ظاهره يعارضُ الأدلة التي في تعجيل الفطر للصائم.

وقد اختلف العلماء في الجواب عنه على أقوال:

 منها : إنما أراد أن النهي يزول بغروب الشمس،وإنما علقه بطلوع الشاهد لأنه مظنة له، والحكم يتعلق بالغروب نفسه.

ومنها: أنه نجم خفي يراه حديدُ البصر بمجرد غروب الشمس فرؤيته علامة لغروبها اهـ
وثمة بعض الأقوال الأخرى يراجع فتح الباري لابن رجب (4/355).

وقال والدي رحمه الله في ش/كيف نستقبل رمضان:
يُحمل الحديث على أنه نجمٌ من نجومِ النهار ظهرَ.اهـ

فليس فيه دليلٌ للشيعة على تأخير الإفطار حتى تطلع النجوم.
بل ينبغي المبادرة إلى الإفطار عند تحقُّق غروب الشمس لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ».
وتجنبًا لمشابهة اليهود فإنهم يؤخرون حتى تشتبك النجوم.
ولما رواه البخاري (1954) ،ومسلم (1100) عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ».
 (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا) أي من جهة المشرق.
 ( وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا)أي من جهة المغرب.
كما في الحديث الذي رواه البخاري (1956)عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَنَزَلَ فَجَدَحَ ثُمَّ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»،وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ.

وفي بعض الأعوام في رمضان  أفطر والدي رحمه الله  قبل أذان المغرب عندنا

فأنكرنا عليه حيث لم ينتظر الأذان.

فاستدل بالحديث المتقدم:«إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا،(وأشار رحمه الله بيده إلى جهة المشرق) وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا (وأشار بيده إلى جهة المغرب)، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ».

وقال رحمه الله:أظن إخواننا تأثَّروا بالشيعة،ثم نبَّههم على التحرِّي والأذان في وقته.