جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

(16) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ؟ قَالَ:أُخْتِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي، فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي،وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي، إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ".

 قَالَ أبوهُرَيْرَةَ:"قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ، فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:"فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ، فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً"رواه البخاري(2217).



-----------------------

قوله:( وَأَعْطُوهَا آجَرَ)كذا في هذا الموضع وفي بعض المواضع (هاجر).


من فوائد هذا الحديث:

مشروعية الهجرة من دار الكفر.

أن قولَ الرجل لامرأته: أختي  لا يُعَدُّ طلاقًا  إذا لم ينوِ الطلاق .

وقد بوَّب البخاري (9/480)-كتاب الطلاق الباب العاشر-:بَابُ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ وَهُوَ مُكْرَهٌ: هَذِهِ أُخْتِي، فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ .

ثم ذكر قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام السابق.

قال الحافظ ابن حجر :أَرَادَ –البخاري-بِذِكْرِ قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى أَنَّ مَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي حَالَةِ الْإِكْرَاهِ لَا يَضُرُّهُ قِيَاسًا عَلَى مَا وَقَعَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ ،لِأَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ خَوْفًا مِنَ الْمَلِكِ أَنْ يَغْلِبَهُ عَلَى سَارَّةَ ،وَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ أَنْ لَا يَقْرَبُوا الْخَلِيَّةَ إِلَّا بِخِطْبَةٍ وَرِضًا ،بِخِلَافِ الْمُتَزَوِّجَةِ فَكَانُوا يَغْتَصِبُونَهَا مِنْ زَوْجِهَا إِذَا أَحَبُّوا ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيرُهُ فِي الْكَلَامِ عَلَى الْحَدِيثِ فِي الْمَنَاقِبِ ،فَلِخَوْفِ إِبْرَاهِيمَ عَلَى سَارَّةَ قَالَ: إِنَّهَا أُخْتُهُ ،وَتَأَوَّلَ أُخُوَّةَ الدِّينِ ،وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ

وكتبتُ عن والدي رحمه الله في هذه المسألة: الأولى اجتناب قول الرجل لامرأته: يا أختي إلَّا للضرورة.اهـ

وقال رحمه الله في حاشية«الشفاعة»(40):ويستفاد من هذا–أي من قصة إبراهيم –أن الرجل لو قال لزوجته: يا أختي. لا تكون طلاقًا إلا إن  نوى بها الطـلاق، على أنه لا ينبغي للنـاس أن يعودوا أنفسهم على هذا اللفظ ابتعادًا عن الشبهة. والله أعلم.اهـ

ما حصل من الابتلاء العظيم لنبي الله وخليله إبراهيم وأهله سارة.

الفزع إلى الصلاة عند الكربات والشدائد ،وكما قال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153))[سورة البقرة].

وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا حزبَه أمرٌ صلَّى .

فالصلاة من أسباب كشف الكربات والنصر على الأعداء.

فضل الدعاء وأهميته في دفع البلاء والضر ،وكما قال تعالى:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62))[النمل].

كرامة لإبراهيم وامرأته سارة إذ فرَّج الله عنهما وأذلَّ ذلكَ الملك الجبَّار.

أن الوضوء كان مشروعًا في الأُمم المتقدمة .

والذي هو من خصائص هذه الأُمة الغُرَّة والتحجيل كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ..».

قبولُ هدية الظالم الفاجر.