جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

(36)الإجابةُ عن الأسئلةِ


هل عرفتِ العبارة:( حَسَنَات الْأَبْرَار سيئات المقربين

ج:هذه العبارة ذكرها شيخ الإسلام ،وذكر رحمه الله:

أَن هَذَا اللَّفْظ لَيْسَ مَحْفُوظًا عَمَّن قَوْله حجَّة لَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا عَن أحد من سلف الْأمة وأئمتها ،وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام ،وَله معنى صَحِيح، وَقد يحمل على معنى فَاسد.

أما مَعْنَاهُ الصَّحِيح فَوَجْهَانِ:

أَحدهمَا:أَن الْأَبْرَار يقتصرون على أَدَاء الْوَاجِبَات وَترك الْمُحرمَات ،وَهَذَا الاقتصار سَيِّئَة فِي طَرِيق المقربين ،وَمعنى كَونه سَيِّئَة أَن يخرج صَاحبه عَن مقَام المقربين فَيحرَمَ درجاتهم ،وَذَلِكَ مِمَّا يسوء من يُرِيد أَن يكون من المقربين، فَكل من أحب شَيْئا وَطَلَبه إِذا فَاتَهُ محبوبه ومطلوبه سَاءَهُ ذَلِك ،فالمقربون يتوبون من الاقتصار على الْوَاجِبَات ،لَا يتوبون من نفس الْحَسَنَات الَّتِي يعْمل مثلهَا الْأَبْرَار، بل يتوبون من الاقتصار عَلَيْهَا ،وَفرق بَين التَّوْبَة من فعل الْحسن وَبَين التَّوْبَة من ترك الْأَحْسَن والاقتصار على الْحَسَن .


الثَّانِي: أَن العَبْد قد يُؤمر بِفعل يكون حسنا مِنْهُ إِمَّا وَاجِبا وَإِمَّا مُسْتَحبا، لِأَن ذَلِك مبلغ علمه وَقدرته ،وَمن يكون أعلم مِنْهُ وأقدر لَا يُؤمر بذلك ،بل يُؤمر بِمَا هُوَ أَعلَى مِنْهُ ،فَلَو فعل هَذَا مَا فعله الأول كَانَ ذَلِك سَيِّئَة. ثم ذكر رحمه الله أمثلةً في ذلك .

الْمَعْنى الْفَاسِد للعبارة:

وَأما الْمَعْنى الْفَاسِد: فَأن يظنّ الظَّان أَن الْحَسَنَات الَّتِي أَمر الله بهَا أمرًا عَاما يدْخل فِيهِ الْأَبْرَار وَيكون سيئات للمقربين مثل من يظنّ أَن الصَّلَوَات الْخمس ومحبة الله وَرَسُوله والتوكل على الله وإخلاص الدَّين لله وَنَحْو ذَلِك هِيَ سيئات فِي حق المقربين فَهَذَا قَول فَاسد غلا فِيهِ قوم من الزَّنَادِقَة الْمُنَافِقين المنتسبين إِلَى الْعلمَاء والعُبَّاد فزعموا أَنهم يصلونَ إِلَى مقَام المقربين الَّذِي لَا يؤمرون فِيهِ بِمَا يُؤمر بِهِ عُمُوم الْمُؤمنِينَ من الْوَاجِبَات وَلَا يحرم عَلَيْهِم مَا يحرم على عُمُوم الْمُؤمنِينَ من الْمُحرمَات كَالزِّنَا وَالْخمر وَالْميسر .

وَكَذَلِكَ زعم قوم فِي أَحْوَال الْقُلُوب الَّتِي يُؤمر بهَا جَمِيع الْمُؤمنِينَ أَن المقربين لَا تكون هَذِه حَسَنَات فِي حَقهم .

وكلا هذَيْن من أَخبث الْأَقْوَال وأفسدها .[جامع المسائل والرسائل1/251].

وللشيخ الألباني رحمه الله كلامٌ على هذه العبارة في«السلسلة الضعيفة»(تحت رقم100)وأفاد :أن معنى هذا القول غير صحيح ، لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة أبدا مهما كانت منزلة من أتى بها،وأنه مما لا يكاد يعقل .

ثم بعد أن وقَفَ على كلامِ شيخ الإسلام أحال إليه .والله أعلم .