جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 1 فبراير 2017

(30)الإجابةُ عن الأسئلةِ

                  هل صحيح أن الشيخ مقبلًا كان زيديًّا ؟

ج:قال الشيخ الوالد مقبل رحمه الله:« أما أنَا فدراستي بصعدة بعد أن تعلمت شيئًا من السنة، وأحببت سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، درست قدر ثلاث سنين، وكلما ازددت دراسة للمذهب الزيدي ازددت بغضًا له، لماذا؟ لأنه في العقيدة مسروق من مذهب المعتزلة،وفي الأحكام والعبادات مسروق من المذهب الحنفي، وفي التشيع مسروق من المذهب الرافضي ،فالحمد لله الذي وفقنا لسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ من بدء الطلب الحقيقي .
أقول: من بدء الطلب الحقيقي ،لأننا طلبنا العلم في المكتب ،وهو ما يبتدئ فيه الطالبُ بمعرفة الهجاء وحفظ أو قراءة القرآن، قرأنا قراءةً لا نذوق حلاوتها ولا ندري لماذا نقرأ، ثم بعد ذلك ضاع من العمر ما شاء الله، وبعدها بحمد الله وفِّقنا لدراسة سنة رسول الله صلى الله عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ من بدء الأمر، وَ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾[إبراهيم:43]المرجع/«مقتل الشيخ جميل الرحمن»(9).

ومِن هنا نعلَم أنَّه من الظُلْم أن يُقال:إن الشيخ مقبلًا كان زيديًّا ،لأنه كيف يكون  زيديًّا وهو لم يدرس فيه إلا بعد أن تعلَّم شيئًا من سنة رسول الله ،وأحبَّ السُّنَّة واقتنعَ  بها،وكلَّما ازداد دراسةً للمذهب الزيدي ازداد بُغضًا له .
ثم كان مُلْزَمًا  بالدِّراسةِ عندهم  فإنه بعد رجوعِه من السعودية قرروا أن يدرُسَ عندهم  لتزول الشُّبَه التي عنده كما زعموا ،ولما رأى رحمه الله أن كتبهم شيعية معتزلية أقبلَ على علم النحو .
ولهذا رحمه الله ما كانَ يرتضي التعبير أنه تركَ المذهبَ الزَّيدي ،وهذا دليلٌ أيضًا على أنه لم يكنْ زيديًّا ،فبعد أن ذكر أربعةً من علماء اليمن،وهم :محمد بن إبراهيم الوزير،و صالح بن مهدي المقبلي،ومحمد بن إسماعيل الأمير ، والشوكاني قال رحمه الله: مثل هؤلاء الأربعة الذين ينبغي أن يقال: لماذا تركوا المذهب الزيدي؟
لأنَّهُم درسوه وعرفوا ما فيه ،ثم رأوا أنه بعيد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. «مقتل الشيخ جميل الرحمن»(8).
وقال رحمه الله (7) في هذا المصدر نفسه-عن العامة: لكن ينبغي أن يعلم أننا لا نستطيع أن نسمي العامة زيدية، فلا نسمي زيديًّا إلا من درس المذهب الزيدي واقتنع بما فيه، وأما العامة فهم أتباع من وثقوا به ويظنون أن من دعاهم أو اقتدوا به على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.اهـ



ثم لو فُرِضَ أنه كان زيديًّا ثم تحوَّل إلى السنة لَمَا كان فيه غضاضَة  فإن الرجوع إلى الحقِّ فضيلة ومنقبة.

نسأل الله أن يرزُقَنا الإنصاف وأن يعيذَنَا من الهوى.