وصفُ اللهِ سبحانه بأنه
شخص
بوب
الإمام البخاري رحمه الله:
بَابُ
قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ
اللَّهِ».
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ: «لاَ
شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ».
وقول الإمام البخاري:(وَقَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ: «لاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ
اللَّهِ»)
هذا
وصله الدارمي في «سننه» برقم (2273) حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ
عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ به.
وأخرجه
مسلم (1499)من طريق أخرى عن أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِّ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍعَنْ وَرَّادٍ، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ
امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ
الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ الْمُرْسَلِينَ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الْجَنَّةَ» .
-
ونستفيد من هذا الحديث أن الله يوصف بأنه «شَخْصٌ».
وقد
قال عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (3/106): قَالَ عُبَيْدُ اللهِ
الْقَوَارِيرِيُّ: «لَيْسَ حَدِيثٌ أَشَدَّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ مِنْ هَذَا
الْحَدِيثِ قَوْلِهِ: لَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِدْحَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ».
وبوَّب ابن أبي عاصم في
«السنة» (1/225) بَابُ ذِكْرِ الْكَلَامِ وَالصَّوْتِ وَالشَّخْصِ
وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وقداختلف
العلماء في ذلك فمن أهل العلم من جعل هذه
صفة من صفات الله، وقالوا لا مانع من ذلك لأن الشخص ما علا وارتفع وظهر، والله
مرتفع على خلقه جميعًا، وظاهرعلى جميع خلقه «وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ
فَوْقَكَ شَيْءٌ» «صحيح مسلم» (2713).
ومن
أهل العلم من يرى أن الله لا يوصف بأنه شخص، وإنما هذا من باب الإخبار .
وقد
قال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري (10/442): وأجمعت الأمة على أن
الله لا يجوز أن يوصف بأنه شخص؛ لأن التوقيف لم يَرِدْ به .اهـ.
ونقلُ
الإجماع هنا لا يصح .قال أبو يعلى الفرَّاء في «إبطال التأويلات»
(165/1): وأما لفظ الشخص فرأيت بعض أصحاب الحديث يذهب إلى جواز إطلاقه، ووجهه
أن قوله: " لا شخص " نفي من إثبات، وذلك يقتضي الجنس كقولك: لا رجل أكرم
من زيد يقتضي أن زيدا يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله: " لا شخص أغير من الله
" يقتضي أنه سُبْحَانَهُ يقع عليه هَذَا الاسم.