جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

(70)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

              
                      جهر الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية
ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ  ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ  ﻗَﺎﻝَ: (ﺇﺫَا ﺃَﻣَّﻦَ اﻹِﻣَﺎﻡُ ﻓَﺄَﻣِّﻨُﻮا , ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣَﻦْ ﻭَاﻓَﻖَ ﺗَﺄْﻣِﻴﻨُﻪُ ﺗَﺄْﻣِﻴﻦَ اﻟْﻤَﻼﺋِﻜَﺔِ: ﻏُﻔِﺮَ ﻟَﻪُ ﻣَﺎ ﺗَﻘَﺪَّﻡَ ﻣِﻦْ ﺫَﻧْﺒِﻪِ)متفق عليه  .
الحديث فيه دليلٌ على جهرِ الإمامِ  بالتأمين في الصلاة الجهرية ﻷنه لو لم يكن يجهر بالتأمين لمَا عَلِمَ بذلك المأموم حتى يؤمِّن .
و ثبت في« سنن أبي داود »(932)عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، قَالَ: «آمِينَ» ، وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ .

وهذا عليه جمهورُ العلماء  .

قال النووي رحمه الله في « شرح صحيح مسلم »: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْكُوفِيُّونَ وَمَالِكٌ فِي رِوَايَةٍ لَا يَجْهَرُ –أي الإمام -  بِالتَّأْمِينِ .

قلتُ : وقد أخرج  أحمد (31/138)من  حديث وائل بلفظ: (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ) .

 وهذا شاذ شذ به شعبة ،وقد خالف شعبةَ سفيانُ الثوري فلم يقل: (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ) .
وقد اعترف شعبةُ أن سفيان الثوري أحفظ منه .
روى ابن أبي حاتم في« الجرح والتعديل »(1/65 ) من طريق وكيع  يقول:

 ذكر شعبة حديثا عن أبي إسحاق، فقال رجل: إن سفيان خالفك فيه فقال: دعوه، سفيان أحفظ مني .

وتابع الثوري العلاءُ بنُ صالح الأسدي عند الترمذي (249 ) .
وذكر الحافظ في « التلخيص الحبير»(1/ص 429) الخلافَ الْوَاقِعَ بَيْنَ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ   فِي الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ ثم قال  : وَقَدْ رُجِّحَتْ رِوَايَةُ سُفْيَانَ بِمُتَابَعَةِ اثْنَيْنِ لَهُ بِخِلَافِ شُعْبَةَ، فَلِذَلِكَ جَزَمَ النُّقَّادُ بِأَنَّ رِوَايَتَهُ أَصَحُّ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .


وبهذا استفدنا من الوالدِ رحمه الله أنه جاء بلفظ (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ ) وأن لفظ (وَخَفَضَ)شاذ شذ به  شعبة اهـ  .