جهر
الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية
ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ
ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗَﺎﻝَ:
(ﺇﺫَا ﺃَﻣَّﻦَ اﻹِﻣَﺎﻡُ ﻓَﺄَﻣِّﻨُﻮا , ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣَﻦْ ﻭَاﻓَﻖَ ﺗَﺄْﻣِﻴﻨُﻪُ ﺗَﺄْﻣِﻴﻦَ
اﻟْﻤَﻼﺋِﻜَﺔِ: ﻏُﻔِﺮَ ﻟَﻪُ ﻣَﺎ ﺗَﻘَﺪَّﻡَ ﻣِﻦْ ﺫَﻧْﺒِﻪِ)متفق عليه .
الحديث فيه
دليلٌ على جهرِ الإمامِ بالتأمين في الصلاة
الجهرية ﻷنه لو لم يكن يجهر بالتأمين لمَا عَلِمَ بذلك المأموم حتى يؤمِّن .
و ثبت في«
سنن أبي داود »(932)عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]
، قَالَ: «آمِينَ» ، وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ .
وهذا
عليه جمهورُ العلماء .
قال
النووي رحمه الله في « شرح صحيح مسلم »: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ وَالْكُوفِيُّونَ وَمَالِكٌ فِي رِوَايَةٍ لَا يَجْهَرُ –أي الإمام - بِالتَّأْمِينِ .
قلتُ :
وقد أخرج أحمد (31/138)من حديث وائل بلفظ: (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ) .
وهذا شاذ شذ به شعبة ،وقد خالف شعبةَ سفيانُ
الثوري فلم يقل: (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ) .
وقد
اعترف شعبةُ أن سفيان الثوري أحفظ منه .
روى ابن
أبي حاتم في« الجرح والتعديل »(1/65 ) من طريق وكيع يقول:
ذكر شعبة حديثا عن أبي إسحاق، فقال رجل: إن
سفيان خالفك فيه فقال: دعوه، سفيان أحفظ مني .
وتابع
الثوري العلاءُ بنُ صالح الأسدي عند الترمذي (249 ) .
وذكر
الحافظ في « التلخيص الحبير»(1/ص 429) الخلافَ الْوَاقِعَ بَيْنَ شُعْبَةَ،
وَسُفْيَانَ فِي الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ ثم قال : وَقَدْ رُجِّحَتْ رِوَايَةُ سُفْيَانَ
بِمُتَابَعَةِ اثْنَيْنِ لَهُ بِخِلَافِ شُعْبَةَ، فَلِذَلِكَ جَزَمَ النُّقَّادُ
بِأَنَّ رِوَايَتَهُ أَصَحُّ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .
وبهذا
استفدنا من الوالدِ رحمه الله أنه جاء بلفظ (وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ ) وأن لفظ (وَخَفَضَ)شاذ
شذ به شعبة اهـ .