جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 11 أبريل 2016

(15)الإجابةُ عن الأسئلةِ


سائلة تقول :ما هوالأفضل في الحرم المكي الصلاة أم الطواف بالبيت ؟.

ج:الطواف بالبيت من أفضل العبادات وأجلِّها حتى قال السيوطي رحمه الله في «الأشباه والنظائر»(ص:412) :وَلَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ إلَى كَرَاهَةِ تَكْرَارِ الطَّوَافِ بَلْ أَجْمَعُواعَلَى اسْتِحْبَابِهِ.

وأما أيهما أفضل الصلاة –أي صلاة النافة –أم الطواف بالبيت فمختلف في ذلك؟.
قال النووي رحمه الله في «المجموع شرح المهذب» (8/56):اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي التَّطَوُّعِ فِي الْمَسْجِدِ بِالصَّلَاةِ وَالطَّوَافِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟.
فَقَالَ صَاحِبُ الْحَاوِي: الطَّوَافُ أَفْضَلُ .وَظَاهِرُ إطْلَاقِ الْمُصَنِّفِ –أي الشيرازي صاحب المهذب-فِي قَوْلِهِ فِي بَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ (أَفْضَلُ عِبَادَاتِ الْبَدَنِ الصَّلَاةُ) أَنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ .
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ :الصَّلَاةُ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَفْضَلُ وَالطَّوَافُ لِلْغُرَبَاءِ أَفْضَلُ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ.
واستدل من قال :الطواف أفضل من  صَلَاةِ النَّافِلَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِأَنَّ اللَّهَ قَدَّمَ الطَّوَافَ عَلَى الصَّلَاةِ فِي قَوْلِهِ: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } وَقَوْلُهُ: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} .المرجع «أضواء البيان»تفسير قوله تعالى {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله تفصيلٌ أن التفضيل في المسألة راجعٌ إلى الخشوع والاستكانة .
قال رحمه الله في  «مجموع الفتاوى»(22/412): والصواب أن يقال: وأنه ينظر ما هو أخشع لقلبه وأنفع، فقد يكون الطواف أحياناً أنفع للإنسان وأخشع للإنسان، ويكون الطواف أفضل، ويكون أحيانا (الصلاة )أخشع للقلب وأنفع للعبد فتكون الصلاة أفضل . وفي وقتنا الحاضر كما تشاهدون المطاف يكون مزدحما ويزاحمك فيه النساء، وربما يكون الإنسان ممن لا يملك نفسه فيقع في الفتنة، فإذا انزوى في زاوية من المسجد الحرام وأبعد عن الضوضاء وعن مرور الناس بين يديه وقام يصلى بخشوع وخضوع فإن هذه الصلاة أفضل من الطواف، أما إذا لم يكن هناك فتنة في الطواف ولا مزاحمة نساء وهو بعيد في مثل أوقاتنا هذه وكان يخشع في الطواف أكثر ما يخشع في الصلاة فالطواف أفضل.اهـ.
أما رواتب الصلاة فلا شك أنها أقدم وأفضل من الطواف .

وهكذا كثرة الطواف للحاج الأولى خلافه لأن أطوفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة وهو أسوتنا . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «مجموع الفتاوى»(22/299) ..قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة حاجاً حجة الوداع، قدمها في اليوم الرابع من ذي الحجة وبقي قبل الخروج إلى منى أربعة أيام ولم يطف إلا ثلاث مرات فقط، طواف القدوم أول ما قدم، وطواف الإفاضة يوم العيد، وطواف الوداع حين سافر فقط، ما طاف غير هذا .وإذا لم يكن طاف غير سوى ثلاثة أطوفة فلنا فيه أسوة ولا سيما في أوقاتنا هذه زحام شديد والإنسان يؤدي الطواف وكأنه يطادر الموت فدع المطاف لأهل الطواف، وتطوع بما شئت من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك.اهـ.