س: بارك
الله فيكم وفي علمكم ووقتكم هل مرورالمرأة بين صفوف النساء وهن في صلاة الجماعة
في المسجد هل تقطع صلاة أخواتها ؟.
ج:قال
الإمام البخاري رحمه الله في تبويب حديث (493):بَابُ سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةُ
مَنْ خَلْفَهُ .ثم أخرج بإسناده عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ
أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلاَمَ، «وَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ
جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْتُ، وَأَرْسَلْتُ
الأَتَانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ
أَحَدٌ».
قال الترمذي رحمه الله في سننه (335) :وَالعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ، وَقَالُوا: سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةٌ
لِمَنْ خَلْفَهُ ".
وأخرجه الترمذي(337) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ الفَضْلِ عَلَى أَتَانٍ،
فَجِئْنَا " وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ
بِمِنًى، قَالَ: فَنَزَلْنَا عَنْهَا فَوَصَلْنَا الصَّفَّ، فَمَرَّتْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ، فَلَمْ تَقْطَعْ صَلَاتَهُمْ ".وسنده صحيح .
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم(4/222) :قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَاخْتَلَفُوا
هَلْ سُتْرَةُ الْإمَامِ بِنَفْسِهَا سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ أَمْ هِيَ سُتْرَةٌ
لَهُ خَاصَّةً وَهُوَ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ مَعَ الِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهُمْ
مُصَلُّونَ إِلَى سُتْرَةٍ .اهـ.
وقال ابنُ رجب رحمه الله في فتح الباري(4/6): ابن عباس مر على حماره بين يدي بعض الصف والنبي - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي بالناس، فلم ينكر ذلك عليه أحد، لا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أحد ممن صلى خلفه.
وبهذا
استدل البخاري وغيره من العلماء على أن سترة الإمام سترة لمن خلف؛ لأن سترة الإمام
إذا كَانَتْ محفوظة كفى ذَلِكَ المأمومين، ولم يضرهم مرور من مر بَيْن
أيديهم؛
ولذلك لا يشرع للمأمومين اتخاذ سترة لهم وهم خلف الإمام.اهـ.
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (1206): وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ.
أَنَّهُ مَتَى لَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْإِمَامِ وَسُتْرَتِهِ شَيْءٌ يَقْطَعُ
الصَّلَاةَ، فَصَلَاةُ الْمَأْمُومِينَ صَحِيحَةٌ، لَا يَضُرُّهَا مُرُورُ شَيْءٍ
بَيْنَ أَيْدِيهمْ فِي بَعْضِ الصَّفِّ، وَلَا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
الْإِمَامِ، وَإِنْ مَرَّ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ بَيْنَ الْإِمَامِ وَسُتْرَتِهِ
قَطَعَ صَلَاتَهُ وَصَلَاتَهُمْ.اهـ.
أن المرورَ بين يدي المأمومين لا يقطع الصلاة ولا يضرها
.
لكن لا ينبغي المرور بين أيديهم لغير حاجة حتى لايشوِّش
على المصلين .والله أعلم .
تنبيه
:قوله في حديث ابن عباس «وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ»
لا ينفي
أن يكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى إلى سترة عنَزَة أوغيرها .