تابع سلسلة الفوائد...
أخرجَ
البُخاري (6190)من طريق ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ
أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ»
قَالَ: حَزْنٌ، قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ» قَالَ: لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي
.
قَالَ
ابْنُ المُسَيِّبِ: «فَمَا زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ» .
قال
النبي ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ لجده حَزْن: ما اسمك؟ قال: حزْن، لم
يقل : أبوفلان لأنه سأل عن اسمه.
وبعض الناس إذا قيلَ
له ما اسمك ؟!
يقول :أبوفلان ،أوأم
فلان .
يقول
سعيد بن المسيب : (فما زالت الحُزونة فينا بعدُ) أي: الشدة والصلابة .
لأن
جدَّه ما امتثل ما عرض عليه النبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من تغيير
اسمه.
وسَعِيدُ هُوَ ابْنُ المُسَيِّبِ
بن حزن : والمسيب بن حَزْن، صحابي بن صحابي رضي الله عنهما.
وسعيد
بن المسيب من كبار التابعين.
وقد
اختلف أهل العلم في أفضل التابعين، و نصَّ بعضهم كالإمام أحمد أنه سيِّد التابعين،
وعن علي ابن المديني أنه أجلُّ التابعين .
قال
الحافظ ابنُ كثير في مختَصَر علوم الحديث 194: (وقد اختلفوا في أفضل التابعين
من هو؟ فالمشهور: أنه سعيد بن المسيب، قاله أحمد بن حنبل وغيره، وقال أهل البصرة: الحسن.
وقال أهل الكوفة: علقمة، والأسود. وقال بعضهم: أويس القرَني ، وقال أهل مكة: عطاء
بن أبي رباح) ا.هـ.
وهذا
ما رجحه الوالد رحمه الله أن الصواب أنَّه
أويس القرَني ؛ وذلك لما رواه الإمام مسلم (2542) عنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ
وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» .
سعيد
بن المسيب كان متزوِّجًا بابنة أبي هريرة رضي الله عنه.
كان
هناك واحدة زارتنا في عهد الوالد الشيخ مقبل ـ رحمه الله تعالى ـ قبل وفاته بنحو
ثلاث سنين، فذكرت قصة -والله أعلم بصحتها- قالت: "إن سعيد بن المسيب لما
تزوج بابنة أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ رأته زوجته قام ليتأهَّب، فقالت له: إلى
أين؟ قال: إلى أبي هريرة. فقالت له: "اجلس علم أبي هريرة عندي".
فقالت
لي بعد أن ذكرَت القصة: فهكذا كوني ، يكون علم أبيك عندك .
وجزاها
الله خيرًا، نصيحة عظيمة. نسأل الله أن ينفعنا بالنصائح الطيبة.
بعض
النصائح الإنسانُ يتذكَّرها ويحزن على التقصير في الانتفاع بها ،وقد يبكي .
ونسأل
الله أن ينفعنا ،ويوفقنا للخير والصواب.