جديد الرسائل

الأربعاء، 24 فبراير 2016

تغيير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اسم حَزْن إلى سهل


تابع سلسلة الفوائد...

أخرجَ البُخاري (6190)من طريق  ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ» قَالَ: حَزْنٌ، قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ» قَالَ: لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي .
قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: «فَمَا زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ» .
قال النبي ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ لجده حَزْن: ما اسمك؟ قال: حزْن، لم يقل : أبوفلان لأنه سأل عن اسمه.
وبعض الناس إذا قيلَ له ما اسمك ؟!
يقول :أبوفلان ،أوأم فلان .
يقول سعيد بن المسيب : (فما زالت الحُزونة فينا بعدُ) أي: الشدة والصلابة .
لأن  جدَّه ما امتثل ما عرض عليه النبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من تغيير اسمه.
وسَعِيدُ هُوَ ابْنُ المُسَيِّبِ بن حزن : والمسيب بن حَزْن، صحابي بن صحابي رضي الله عنهما.
وسعيد بن المسيب من كبار التابعين.
وقد اختلف أهل العلم في أفضل التابعين، و نصَّ بعضهم كالإمام أحمد أنه سيِّد التابعين، وعن علي ابن المديني أنه أجلُّ التابعين .
قال الحافظ ابنُ كثير في مختَصَر علوم الحديث 194: (وقد اختلفوا في أفضل التابعين من هو؟ فالمشهور: أنه سعيد بن المسيب، قاله أحمد بن حنبل وغيره، وقال أهل البصرة: الحسن. وقال أهل الكوفة: علقمة، والأسود. وقال بعضهم: أويس القرَني ، وقال أهل مكة: عطاء بن أبي رباح) ا.هـ.
وهذا ما رجحه الوالد رحمه الله أن  الصواب أنَّه أويس القرَني ؛ وذلك لما رواه الإمام مسلم (2542) عنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» .
سعيد بن المسيب كان متزوِّجًا بابنة أبي هريرة رضي الله عنه.
كان هناك واحدة زارتنا في عهد الوالد الشيخ مقبل ـ رحمه الله تعالى ـ قبل وفاته بنحو ثلاث سنين، فذكرت قصة -والله أعلم بصحتها- قالت: "إن سعيد بن المسيب لما تزوج بابنة أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ رأته زوجته قام ليتأهَّب، فقالت له: إلى أين؟ قال: إلى أبي هريرة. فقالت له: "اجلس علم أبي هريرة عندي". 
فقالت لي بعد أن ذكرَت القصة: فهكذا كوني ، يكون علم أبيك عندك .
وجزاها الله خيرًا، نصيحة عظيمة. نسأل الله أن ينفعنا بالنصائح الطيبة.
بعض النصائح الإنسانُ يتذكَّرها ويحزن على التقصير في الانتفاع بها ،وقد يبكي .

ونسأل الله أن ينفعنا ،ويوفقنا للخير والصواب.