التخصص في العلم
أخرج البخاري (3606)
ومسلم (1847) عن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
(كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ
الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي...
الحديث) .
يقول رحمه الله :حديث حذيفة فيه التخصص في العلم .
وكان رحمه
الله يقول : ليس هناك مثل التخصص .
وكان ينصح من كان عنده ميولٌ إلى فنٍّ من الفنون
العلمية أن يتخصص فيه؛ لأن التخصص له ثمرة سريعة ، وفيه بركة عظيمة ، ولا يهمل
العلوم الأخرى.
فالسلف كان
منهم من يتخصص ويكون غالبًا ملمًا بالعلوم الأخرى. هذا معنى ما ذكره الوالد رحمه
الله.
قلت : هذا من آداب الطالب التخصص في فن من الفنون
فهذا سبيل النجاح.
قال الخليل بن أحمد: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ
تَكُونَ عَالِمًا فَاقْصِدْ لِفَنٍّ مِنَ الْعِلْمِ وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ
أَدِيبًا فَخُذْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهُ .
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ
حَافِظًا نَظَرَ فِي فَنٍّ وَاحِدٍ مِنَ الْعِلْمِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ
عَالِمًا أَخَذَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِنَصِيبٍ .
وقال أبوعبيد القاسم بن سَلَّامٍ: «مَا
نَاظَرَنِي رَجُلٍ قَطُّ وَكَانَ مُفَنِّنًا فِي الْعُلُومِ إِلَّا غَلَبْتُهُ،
وَلَا نَاظَرَنِي رَجُلٌ ذُو فَنٍّ وَاحِدٍ إِلَّا غَلَبَنِي فِي عِلْمِهِ ذَلِكَ».
مرجع الآثار جامع بيان العلم وفضله (1/522)وينظر
في حالها .
فمن كان
عنده ميول إلى فنٍ يجتهد فيه ، فمثلا له رغبة في علم التفسير,أوعلم الحديث أوالفقه
أوالنحو أوالعقيدة أوغير ذلك يجتهد في ذلك الفن ويتخصص فيه، ولكن لا يتخصص ويبقى
جاهلا بالعلوم الأخرى النافعة فبعد أن يأخذ من العلوم النافعة ما يلزم يتجه إلى التخصص .