من أسماءِ الله الحُسنى : البَرُّ
(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
ذُو الْجَلَالِ الْعَظَمَةِ الْبَرُّ اللَّطِيفُ)
هذا الأثر علقه البخاري عن ابن عباس في كتاب التوحيد في ترجمة حديث
(7392) .
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في سورة الطور من طريق عليّ وهو ابن أبي
طلحة ، عن ابن عباس، قوله: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ) يقول: اللطيف.
وعلي ابن أبي طلحة لم يلق ابن عباس .
وقال ابن الأثير في النهاية: البَرُّ العطوف على عباده ببرِّه ولطفه.
ويقول ابن القيم رحمه الله في نونيته :
والبَرُّ في أوْصَافِهِ سُبحانه هو
كَثْرةُ الخَيراتِ والإحْسَانِ
فسَّر ابن القيم رحمه الله في نونيته اسم الله (البر) بكثرة
الخيروالإحسان.
فهذا معنى اسم الله (البر) أنه يتضمن صفة كثرة الخير والإحسان.
وإحسانه سبحانه على نوعين:
- إحسانٌ عام بجميع الخلق، برِّهم وفاجرهم ،
في أرزاقهم وصحَّتهم وإعطائهم الولد، ونحو ذلك.
- وإحسان خاص بأولياء الله عز وجل.
فمن إحسان الله إلى أوليائه
أن رزقهم الهدى والإيمان، ومن أعظم الإحسان رزقُ العلم النافع .
ومن إحسانه :قبولُ توبة عبده، وتجاوزه عن المسيء، وستر الذنب عليه.
وبرُّ الله بعباده المؤمنين أكمل وأفضل .
والله عز وجل بَرٌّ يحب البَرَّ من عباده، ويحب بِر الوالدين،
والخُلُق الحسن فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ". من حديث النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ رضي
الله عنه عند مسلم (2553).
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم قال: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى
الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ" الحديث. البخاري(5743)،
مسلم (2607).
ومعرفة اسم الله (البَر) ومعناه ، يثمر محبة الله عز وجل،
والاستكانة، والخضوع، وحسن الظن بالله ،والتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل الكريم
الواسع بسؤال العطاء والبركة والتوفيق لأنه كثير الخير والإحسان.
ولم يُذكَر اسم الله (البر) إلا في موضع واحد في القرآن الكريم في
سورة الطور ﴿إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ
الرَّحِيمُ﴾ [الطور:28].
فيا أيها المريض ارفع حاجتك إلى الله ،ويا أيها المحتاج الفقير ارفع
حاجتك إلى الله ، ويا أيها المظلوم ارفع حاجتك إلى الله ،ويا صاحب الكرب والحُزن
ارفع حاجتك إلى الله ،ويا من يريد العلم ارفع حاجتك إلى الله ، ويامن يريد الولد
ارفع حاجتك إلى الله ، فأمامك البر اللطيف الكريم الرحيم .