جديد المدونة
الصفحات
- الرئيسية
- التعريف بالشيخة
- كتب ورسائل
- صور
- صوتيات
- من صحيح الأذكار
- سعادة المرأة المسلمة
- قسم الدروس
- شرح كتاب التبيان
- شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري
- مسائل الحج
- تبصرة العقول في شرح «ثلاثة الأصول»
- شرح كتاب عمدة الأحكام
- مُلَخَّصُ درس «شرح قطر الندى»
- شرح كتاب الفصول
- شرح كتاب الصيام من «المنتقى للمجد ابن تيمية»
- شرح كتاب الأمثال في القرآن
- روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام
- شرح ملحة الإعراب
- الشرح الحثيث
- إرشاد العباد شرح تطهير الاعتقاد
- شرح تفسير ابن كثير-سورة النور
- شرح رياض الصالحين
- شرح الصحيح المسند من الشمائل المحمدية
- شرح قواعد في الإملاء
- شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
- شرح العقيدة الواسطية
الأحد، 17 نوفمبر 2024
(174)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ
هل الله سُبحَانَهُ يرحم الكافر؟
يرحم الكافر في الدنيا، لكنها رحمة قاصرة؛ لأنها تتعلق برحمته الدنيوية، أما في الآخرة فلا رحمة للكافر أصلًا، قال الله تَعَالَى عن الكفار وهم في النار: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)﴾ [المؤمنون: 108].
وقال تَعَالَى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37)﴾ [المائدة].
وقال: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)﴾[البقرة].
وقال سُبحَانَهُ: ﴿لَا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فَاطِرٍ: 36].
وهل نص على هذا الدليل أن الله يرحم الكافر في الدنيا في دنياه وبدنه؟
نعم، قوله تَعَالَى عن ملائكته حملة العرش: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7].
علق الشيخ ابن عثيمين في«شرح العقيدة الواسطية»(1/221): يدل على أن كل شيء وصله علم الله، وهو واصل لكل شيء، فإن رحمته وصلت إليه؛ لأن الله قرن بينهما في الحكم ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾.
وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات، حتى الكفار؛ لأن الله قرن الرحمة هذه مع العلم، فكل ما بلغه علم الله، وعلم الله بالغ لكل شيء، فقد بلغته رحمته، فكما يعلم الكافر، يرحم الكافر أيضًا.
لكن رحمته للكافر رحمة جسدية بدنية دنيوية قاصرة غاية القصور بالنسبة لرحمة المؤمن، فالذي يرزق الكافر هو الله الذي يرزقه بالطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك. اهـ.
أي: علم الله يصل إلى كل شيء فكذلك رحمته العامة تصل إلى كل شيء ومن ذلك الكفار.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]
(173)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ
قوله تَعَالَى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[الأحزاب:43].
هذه رحمة خاصة بالمؤمنين، يرحم الله المؤمنين في الدنيا والآخرة.
وفيه صفة الرحمة لله عَزَّ وَجَل، وأن الله أرحم الراحمين، أرحم بالخلق من أمهاتهم، وقد رأى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ امرأة تنظر ولدًا لها في سبي فلما رأته ألصقته ببطنها كما في الحديث الذي رواه البخاري (5999)، ومسلم (2754) عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ» قُلْنَا: لا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».
« فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ» من شدة الفرح.
وعموم الآية يدل على أن الله أرحم بالإنسان من نفسه، وهو أرحم الراحمين.
هذه جملة من الآيات في صفة الرحمة لله عَزَّ وَجَل، وأهل التعطيل ينكرون هذه الصفة، وقالوا: الرحمة تأتي عن رقَّة في القلب وتأتي عن ضعف، فنفوا هذه الصفة؛ لأنهم قاسوا رحمة الله برحمة المخلوق، فوقعوا في الخطأ!
ونحن أهل السنة نثبت الصفة ونقول: من غير تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11]، وهذا هو الواجب علينا في صفات الله سُبحَانَهُ أن نثبتها ولا نشبه، أو ننفيها، إثباتًا من غير تشبيه، ونفيًا من غير تعطيل، والله أعلم.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]
(172)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ
صفة الرحمة لله عَزَّ وَجَل
قال تَعَالَى عن ملائكته حملة العرش: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7].
هذه الآية فيها سعة رحمة الله وعلمه.
وروى البخاري (7553)، ومسلم (2751) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ، أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ».
هذه الآية فيها عموم رحمة الله، وأن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فرحمة الله على قسمين:
عامة بجميع الخلق.
وخاصة بالمؤمنين، كما قال تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) ﴾[الأحزاب]، وقال تَعَالَى: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) ﴾[الأعراف:156]. هذه رحمة خاصة بالمؤمنين في دينهم وإيمانهم وهدايتهم.
أما الرحمة بالكفار فهي رحمة جسدية بدنية دنيوية، فالذي يرزق الكافر هو الله، الذي يرزقه الطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك.
يراجع «شرح العقيدة الواسطية»(1/221) للشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ.
الخميس، 14 نوفمبر 2024
(171)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ
اسم الله الودود
قال تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14]
الودود بمعنى: فاعل، أي: يود عبادَه من أنبيائه ورسله وأوليائه.
وبمعنى مفعول أي: يودُّهُ عبادُه، فالله سُبحَانَهُ وادٌّ ومودود، كما قال الله عَزَّ وَجَل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [التوبة:54]، وقد اقتصر الإمام البخاري في «صحيحه»(13/ 408) في كتاب التوحيد على المعنى الثاني، وقال: الْوَدُودُ الْحَبِيبُ. اهـ. واللفظ يتناول المعنيين، كما قرر هذا ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ.
وهذا نص كلام ابن القيم:
قال رَحِمَهُ الله في «التبيان في أقسام القرآن»(93): الودود المتودد إلى عباده بنعمه، الذي يود من تاب إليه وأقبل عليه.
وهو الودود أيضًا، أي: المحبوب، قال البخاري في «صحيحه»: الودود الحبيب. والتحقيق أن اللفظ يدل على الأمرين على كونه وادًّا لأوليائه، ومودودًا لهم، فأحدهما بالوضع والآخر باللزوم، فهو الحبيب المحب لأوليائه يحبهم ويحبونه، وقال شعيب عليه السلام ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾.
وقال رَحِمَهُ الله في «طريق الهجرتين»(233): وتأمل سر اقتران هذين الاسمين في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود﴾[البروج: 13-14]، تجد فيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الود والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه، وفي ذلك ما يهيج القلب السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربه-الذى لا إله إلا هو ولا رب له سواه-عكوف المحب الصادق على محبوبه الذى لا غنى له عنه، ولا بد له منه، ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا.
وقال رَحِمَهُ الله في « جلاء الأفهام»(315): أما الْوَدُود فَفِيهِ قَولَانِ:
أَحدهمَا: أَنه بِمَعْنى فَاعل، وَهُوَ الَّذِي يحب أنبياءه وَرُسُله وأولياءه وعباده الْمُؤمنِينَ.
وَالثَّانِي: أَنه بِمَعْنى مودود، وَهُوَ المحبوب الَّذِي يسْتَحق أَن يُحَب الْحبّ كُله، وَأَن يكون أحب إِلَى العَبْد من سَمعه وبصره وَجَمِيع محبوباته. اهـ.
والودود فيه صفة الود لله عَزَّ وَجَل.
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «روضة المحبين»(47): وفيه سر لطيف، وهو أنه يحب التوابين، وأنه يحب عبده بعد المغفرة، فيغفر له ويحبه، كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، فالتائب حبيب الله، فالود أصفى الحب وألطفه.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024
(170)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ
من أسماء الله الغفور، الغفار
قال تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14].
وقال نبي الله نوح لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)﴾[نوح].
قال ابن الأثير في « النهاية»(3/373)عن اسمَي الله الغفار والغفور: وَهُمَا مِنْ أبنِية الْمُبَالَغَةِ، وَمَعْنَاهُمَا السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ وَعُيُوبِهِمْ، المُتَجاوِز عَن خَطَاياهُم وَذُنُوبِهِمْ.
وَأَصْلُ الغَفْر: التَّغْطِية.
يُقَالُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ غَفْرًا وغُفْرَانًا ومَغْفِرَة.
والمَغْفِرَة: إلْبَاس اللَّهِ تَعَالَى العَفْوَ للمُذْنِبين.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]