الصفحات
- الرئيسية
- التعريف بالشيخة
- أقسام الدروس/العدد(22)
- مذكرتي
- كتب ورسائل
- كتب ورسائل الشيخة
- صور
- صوتيات
- من صحيح الأذكار
- سعادة المرأة المسلمة
- شرح تفسير ابن كثير-سورة النور
- شرح رياض الصالحين
- شرح الصحيح المسند من الشمائل المحمدية
- شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
- شرح العقيدة الواسطية
- روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام
- شرح موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب
الأربعاء، 13 أغسطس 2025
(43) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ
سؤال الله
البركة
عن الحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بن
أبي طالب، قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ،
وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي
فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى
عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا
وَتَعَالَيْتَ» رواه أبو داود (1425)، والترمذي (464)،
وأحمد (1727)، وهو في «الصحيح المسند» (308) لوالدي رَحِمَهُ الله.
هذا الحديث فيه:
سؤال الله البركة فيما أعطى.
وأن
البركة بيد الله.
وهذا
عام فيما أعطاه من الولد والعافية والعلم والفهم والذكاء والمسكن إلى غير ذلك، وكم من إنسان عنده من أنواع النعم الشيء الكثير، ولم ينتفع بها؛
لأنه لم يبارَك له؛ ولهذا لما دعا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لأنس دعا له بالبركة، روى البخاري (1982)، ومسلم (2480) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، قَالَ: «أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ»
ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ،
فَصَلَّى غَيْرَ المَكْتُوبَةِ، فَدَعَا
لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا،
فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً،
قَالَ: «مَا
هِيَ؟»، قَالَتْ:
خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ
آخِرَةٍ وَلا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ،
قَالَ: «اللَّهُمَّ
ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ
فِيهِ»، فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ
مَالًا.
فلا نغفل عن الدعاء بالبركة، العلم بدون بركة لا ينتفع به صاحبه يكون علمًا غير
نافع، الولد بدون بركة لا يُنتفع به، لا يحن على أبويه،
ولا يبرهما، ومن أصعب أنواع البر أنه يقوم ببر
أبويه بطيبة نفس من غير تثاقل وتضجر، من أصعب
أنواع البر أن يكون منشرح الصدر في قيامه بخدمة أبويه..،
المال بدون بركة لا يُنتفع به.. إلى غير ذلك.
[مقتطف من دروس بلوغ المرام لابنة الشيخ مقبل
رَحِمَهُ الله]
الثلاثاء، 12 أغسطس 2025
(19)مذكرتي

19/صفر/1446
من نصائح بعض أخواتي الفاضلات لي
تقول إحدى أخواتي حفظها
الله عند أن زارتنا من الإمارات، قَبْل وفاة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
رَحِمَهُ الله، بخمس سنين أو نحو ذلك، فزارت دار الحديث بدماج، وجلسنا معها، وذكرت
قصة: أن سعيد بن المسيب عند أن أراد أن يخرج من عند زوجته لطلب الحديث، قالت: إلى أين؟
قال: إلى أبي هريرة، قالت: اجلس، فعلم أبي هريرة عندي.
وسعيد بن المسيب هو متزوج بابنة أبي هريرة
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فقالت لي تنصحني: فهكذا كوني، علم أبيك عندك!
بعض النصائح ثمينة نفيسة، من لم ينتفع بها أو
قصَّر لا بد أن يندم، وأن يتذكرها ويتفتت فؤاده؛ ندمًا وحُزنًا.
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ
نصيحتي... فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَبُ
وعسى الله أن ينفعنا
بالنصائح القيمة.
-وأخرى أيضًا -وهي أختنا
أم حذيفة الليبية شفاها الله وعافاها- قدَّمَتْ لي نصيحة، وقالت: نريد أن يكون
معكِ مسائل عن أبيك، كعبدالله بن أحمد بن حنبل.
الله أكبر، ما أجلَّ وأعظمَ توارد هذه النصائح!
وقد ذكرتُ كلامَها -الله
يعلم- لوالدي رَحِمَهُ الله، فنظر إليَّ وابتسم، وكأنه رَحِمَهُ الله يقول:
ومجالسنا هذه ما هي؟
-وفتاة كنتُ أنا وهي نجلس
ونستفيد كثيرًا، اسمها سَلَامة الحجورية، قالت لي: نحنُ نغبطُكِ، هنيئًا لكِ أنكِ
بنتُ عالمٍ، يا ليت إن أبي عالم؛ لِأستفيدَ منه.
وقد زارتنا- أصلح الله
حالها وثبتها- من بلدها بعد أن تزوجَتْ وأنجبت، فألفيتها شُغِلَت بمسؤلية قاسية،
حيث وأنها تسكن في قرية، والمعيشة وجميع الخدمة بالبدن واليد، ومن غير مساعد.
-وأخرى تقول لي: يتحدَّث
النساءُ كيف استطعتِ تستمرِّين في طلب العلم؟
فقال بعضُهنَّ: لأنها
كُفِيَتِ العوائقُ.
-ومرة كنَّا نتحدثُ عن
مسألةٍ، فقلتُ: سأسألُ والدي عنها.
فقالت لي امرأةٌ: يا أختي
حَرِّكِي ذِهنَكِ، ليس في كلِّ شيءٍ تسألين الشيخ عنه.
وقد أساءتْ مع أنها
محبَّةٌ لي- فيما أحسبها والله حسيبها-، ولكن أحيانًا قد يأتي الدَّاءُ والبلاءُ
من محب؛ لأنه ما يدرِك المصلحة والصواب.
وهاكم
مثالًا واحدًا في ذلك:
عن كعب بن مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
في قصة تخلُّفِهِ عن غزوة تبوك وصراحته بالصدق لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم،
الحديث، وفيه أنه لما خرج كعب من عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قال: «ثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي: وَاللَّهِ
مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا
تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا
اعْتَذَرَ إِلَيْهِ المُتَخَلِّفُونَ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ([1])
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا
يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ:
هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، رَجُلَانِ، قَالا مِثْلَ مَا قُلْتَ،
فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا: مُرَارَةُ
بْنُ الرَّبِيعِ العَمْرِيُّ، وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الوَاقِفِيُّ، فَذَكَرُوا لِي
رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، فِيهِمَا أُسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ
ذَكَرُوهُمَا لِي» رواه البخاري(4418)، ومسلم(2769).
الاثنين، 11 أغسطس 2025
(9)من تراجم العلماء النبلاء
يعقوب بن سفيان الفارسي
رَحِمَهُ الله
قال يعقوب بن سفيان:
كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخًا احتجت إلى
الإقامة عليه؛ للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلّت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت
أدمن الكتابة ليلًا، وأقرأ عليه نهارًا، فلمّا كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في
السراج، وكان شتاء، وقد تصرَّم الليل، فنزل الماء في عينيّ، فلم أبصر السراج، ولا
الكتب، ولا البيت، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي؛ لانقطاعي عن بلدي،
وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه. فاشتد بكائي
حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي،
فرأيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم في النوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان، لم أنت
كئيب؟ فقلت: يا رسول الله، ذهب بصري، فتحسّرت على ما فاتني من كتب سنَّتك، وعلى
الانقطاع عن بلدي، فقال: ادنُ مني، فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ، كأنه يقرأ
عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السراج أكتب.
«تاريخ
ابن عساكر»( 74/163 )، وذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء»(13/182).