جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

(141)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

                                      صفة  صلاة الكسوف وعدد ركعاتها

سألت والدي الشيخ مقبل رحمه الله عن اختلاف أحاديث صلاة الكسوف لماذا اعتُبِر كيفيات صلاة الكسوف شاذة إلا ما جاء في حديث عائشة وابن عباس وما في معناهما؟

فأجابني:الصحيح أن صلاة الكسوف أربع ركوعات، في أربع سجدات ،وما عداه فشاذ، لأن الكسوف ما وقع في عهد النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا مرة واحدة،يوم مات ولده إبراهيم.

---------------------------------

قلت: وهذا الذي رجحه والدي هو قول جمهور العلماء.

قال النووي  رحمه الله  في«شرح صحيح مسلم»(901): اختلفوا في صفتها، فالمشهور في مذهب الشافعي أنها ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان، وركوعان.

وأما السجود فسجدتان كغيرهما، وسواء تمادى الكسوف أم لا.وبهذا قال مالك والليث وأحمد، وأبو ثور وجمهور علماء الحجاز وغيرهم.

وقال الكوفيون:هما ركعتان كسائر النوافل عملًا بظاهر حديث جابر بن سمرة وأبي بكرة أن النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  صلى ركعتين.

وحجة الجمهور حديث عائشة من رواية عروة وعمرة، وحديث جابر وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان، وسجدتان.

قال ابن عبد البر: وهذا أصح ما في هذا الباب، قال: وباقي الروايات المخالفة معللة ضعيفة، وحملوا حديث ابن سمرة بأنه مطلق، وهذه الأحاديث تبين المراد به، وذكر مسلم في رواية عن عائشة وعن ابن عباس وعن جابر ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات،ومن رواية ابن عباس وعلي رَكْعَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ.

 قَالَ الْحُفَّاظُ :الرِّوَايَاتُ الْأُوَّلُ أَصَحُّ وَرُوَاتُهَا أَحْفَظُ وَأَضْبَطُ.اهـ

وقال ابن القيم  رحمه الله في «زاد المعاد»(1/456): المنصوص عن أحمد أيضًا أخذه بحديث عائشة وحده في كل ركعة ركوعان، وسجودان، ثم ذكر أن هذا اختيار أبي بكر وقدماء الأصحاب، وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، وكان يضعف كل ما خالفه من الأحاديث، ويقول: هي غلط، وإنما صلى النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  الكسوف مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم، والله أعلم. اهـ.

وإلى هذا ذهب الشيخ الألباني، في «الإرواء»، (3/137).


حديث عائشة وابن عباس في صفة صلاة الكسوف


عن عُرْوََ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَكَبَّرَ فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ» وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يُحَدِّثُ يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
رواه البخاري(1046)،ومسلم (901).