جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 22 أكتوبر 2016

(110)مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنْ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


               من فضل المحدثين أنهم ليس عندهم محاباة

كتبت من دروس والدي رحمه الله:

المحدثون ليس عندهم محاباة، فأحدهم يتكلَّمُ في أبيه ،وفي أخيه ،وفي ولده .

ثم ذكر رحمه الله آثارًا في ذلك وقد سقتها  من مصادرها .

1-روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/130) من طريق عبيدالله بن عمرو قال: قال لي زيد بن أبي أنيسة:« لا تحدث عن أخي يحيى بن أبي أنيسة فإنه كذاب».
2-علي بن المديني .قال محمد بن حَاتِمِ  بنِ الْمُظَفَّرِ  ..الأثر وفيه :«فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يُحَابِي فِي الْحَدِيثِ أَبَاهُ، وَلَا أَخَاهُ، وَلَا وَلَدَهُ. وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، وَهُوَ إِمَامُ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ، لَا يُرْوَى عَنْهُ حَرْفٌ فِي تَقْوِيَةِ أَبِيهِ ،بَلْ يُرْوَى عَنْهُ ضِدُّ ذَلِكَ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا وَفَّقَنا». المرجع: «شرف أصحاب الحديث» (41) للخطيب .

وقال ابن حبان في« المجروحين» -ترجمة  عبدالله بن جعفر والد علي بن المديني- وَقد سُئِلَ عَليّ بن الْمَدِينِيِّ عَن أَبِيه.
 فَقَالَ: اسألوا غَيْرِي. فَقَالَوا :سألناك فَأَطْرَقَ ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ :هَذَا هُوَ الدِّين ،أبي ضَعِيف.

3-جرير بن عبد الحميد  . روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/289) سمعت أبي يقول سمعت يحيى بن المغيرة قال سألت جريرًا عن أخيه أنس  فقال: «لا يكتب عنه فإنه يكذب في كلام الناس» .

4-شعبة بن الحجاج، قال: سميت ابني سعدًا، فما سعد ولا أفلح.
وكان يقول له: اذهب إلى هشام الدستوائى فيقول: أريد أن أرسل الحمام. «ميزان الاعتدال» ترجمة سعد بن شعبة .

5-أبو داود السجستاني  جاء  أنه ضعَّف ولده عبدالله . وقد حمل بعض العلماء تكذيبه لولده لما كان في صغره .

انتهت الفائدة .

------------------------------



قلت: جزم العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في «التنكيل» (1/308) أنه لم يثبت ذلك عن أبي داود؛ فقال: «أقول: لم تثبت الكلمة، وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. كان أبو داود على طريقة كبار الأئمة من التباعد عن ولاية القضاء، فلما طلبه ابنه كره ذلك, ومن الجائز إن صح أنه قال: كذاب، أن يكون إنما أراد الكذب في دعوى التأهل للقضاء والقيام بحقوقه. ومن عادة الأب الشفيق إذا رأى من ابنه تقصيرًا أن يبالغ في تقريعه» اهـ.

وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (13/221): «لَعَلَّ قَوْلَ أَبِيهِ فِيهِ ‑إِنْ صَحَّ‑ أَرَادَ الكَذِبَ فِي لَهْجَتِهِ، لَا فِي الحَدِيث، فَإِنَّهُ حُجَّةٌ فِيمَا يَنْقُلُهُ، أَوْ كَانَ يَكْذِبُ وَيُوَرِّي فِي كَلَامِهِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ أَبَدًا، فَهُوَ أرْعَن -نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ مِنْ عَثْرَةِ الشَّبَابِ-، ثُمَّ إِنَّهُ شَاخَ وَارعَوَى، وَلَزِمَ الصِّدْقَ وَالتُّقَى» اهـ.