جديد المدونة

الخميس، 10 أبريل 2025

(61)مواعظ رمضان

 

                                 تفقد النفس بعد رمضان

إننا على إثر شهر رمضان، شهر العبادة والقرآن، شهر الإحسان والغفران.

وإن لصيام شهر رمضان وقيامه والعبادة فيه أثرًا عظيمًا في صلاح القلب والجوارح سائر السنة، وهذا من ثمار شهر رمضان المبارك.

قال ابن القيم رَحِمَهُ الله: من صح له رمضان سلمت له سائر سنته.

فينبغي أن نتفقد أنفسنا بعد رمضان.

قال والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله في « الفواكه الجنية»(262): ينبغي أن ننظر بعد رمضان هل تحسَنَّا؟

صيام رمضان يجب أن تظهرَ علينا آثارُه

لأن الله عزوجل يقول في كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

هل تأثَّرنا؟

ينبغي أن ننظرَ بعد رمضان تغيَّرت أحوالُنا أم بقينا لُصوصًا.

ينبغي أن ننظرَ -يا أمة الإسلام- لأحوالِنا. اهـ.

وإن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها، الحسنة تجر إلى حسنة،  قال تَعَالَى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76]، وَقَال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].

وهذا يدل على قبول العبادة، فمن أكرمه الله بصيام شهر رمضان وقيامه والعبادة فيه، ثم مَنَّ عليه بصيام ست من شوال، فهذا يدل على قبول العبادة في رمضان.

روى الإمام مسلم (1164) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».

من وفَّقه الله للسداد والمقاربة بعد رمضان فإنه علامة على قبول عبادته وصيامه في رمضان.

فينبغي ألا نفرط فيما اعتدناه من الخير في رمضان، قال تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل:92].

ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبدالله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ» رواه البخاري (1152)، ومسلم (1159) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

لقد كنا نستقبل شهر رمضان 1446، ثم انقضى، ثم استقبلْنَا عيدنا أهل الإسلام، عيد الفطر الذي هو شعيرة من شعائر الإسلام، ثم مضى وانقضى.

 وإن لنا في ذلك عبرة وعظة، وهو التأمل في هذه الحياة وقِصَرِهَا، والتأمل في هذه الأعمار، فمآلها إلى النهاية والفناء، في الوقت الذي قضاه الله وقدره، {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)} [الرعد].

هذا تذكير مختصر، جعلني الله وإياكم ممن قال الله تَعَالَى فيهم: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)﴾[الزمر].