إفراد العم والخال وجمع العمات والخالات في سورة الأحزاب
قال تعالى: ﴿ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ﴾[الأحزاب:50].
قال ابن العربي رحمه الله في «أحكام القرآن»(3/593): الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْعَمَّ وَالْخَالَ فِي الْإِطْلَاقِ اسْمُ جِنْسٍ كَالشَّاعِرِ وَالرَّاجِزِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ.
وَهَذَا عُرْفٌ لُغَوِيٌّ؛ فَجَاءَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ بِغَايَةِ الْبَيَانِ؛ لِرَفْعِ الْإِشْكَالِ، وَهَذَا دَقِيقٌ فَتَأَمَّلُوهُ.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في«تفسير القرآن»(6/391): إِنَّمَا قَالَ: ﴿وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ﴾، فَوَحَّدَ لَفْظَ الذَّكَرِ؛ لشرفه، وجمع الإناث؛ لنقصهن، كَقَوْلِهِ: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ﴾ [النَّحْلِ: 48] ﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ﴾ [الْبَقَرَةِ:277] ﴿وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: 1]، وله نظائر كثيرة.