من مفاتيح الغيب
قال عَزَّ وَجَل في مفاتيح الغيب: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾
الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يعلم ما في الأرحام ولا يعلمه غيره؛ لهذا الملَك عند تكوين الجنين يقول: يا رب أذكر أم أنثى؛ لأنه لا يعلم، «أشقي أم سعيد؟».
وأما اطلاع الأطباء على الجنين في هذه العصور فهذه بواسطة الأجهزة، وأيضًا لا يعلمون تكوينه ونوعه في الشهور الأولى.
وقد ذكر هذه المسألة الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/173)، وقال:
فإن قلت: يقال الآن: إنهم صاروا يعلمون الذكر من الأنثى في الرحم، فهل هذا صحيح؟
نقول: إن هذا الأمر وقع ولا يمكن إنكاره، لكنهم لا يعلمون ذلك إلا بعد تكوين الجنين وظهور ذكورته أو أنوثته، وللجنين أحوال أخرى لا يعلمونها، فلا يعلمون متى ينزل، ولا يعلمون إذا نزل إلى متى يبقى حيًّا؟ ولا يعلمون هل يكون شقيًّا أو سعيدًا؟ ولا يعلمون هل يكون غنيًّا أم فقيرًا؟ .. إلى غير ذلك من أحواله المجهولة.
إذًا أكثر متعلقات العلم فيما يتعلق بالأجنة مجهول للخلق، فصدق العموم في قوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ}.
[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]