جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024

(6) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 


 (وَلا يُكَيِّفُونَ، وَلا يُمَثِّلُونَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ) هذا من عقيدة أهل السنة إثبات صفات الله من غير تكييف ولا تمثيل.

 (لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لا سَمِيَّ لَهُ) هذا يدل على إثبات صفات الله من غير تمثيل. قال تَعَالَى: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65 أي: مثيلًا.

(وَلا كُفْءَ لَهُ) قال تَعَالَى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 4]. الكفو: الشبيه والنظير.

(وَلا نِدَّ لهُ) قال تَعَالَى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 22].

وهذه-السَّمي، الكفو، الند- معناها متقارب جِدًّا.  كما في«شرح العقيدة الواسطية»(1/114) لابن عثيمين.

(ولا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى) هذا فيه النفي أن يقاس الله بخلقه، والنفي هنا نفي قياس الشمول والتمثيل، وأما قياس الأَولى فلا يدخل فيه.

القياس في باب التوحيد على ثلاثة أقسام، فالأولان ممنوعان في حق الله؛ لأن فيه التشبيه والتمثيل، فالله يقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].

 قياس الشمول: هو الذي تستوي أفراده وتندرج تحت قضية كلية، هذا منفي، ولله المثل الأعلى.

قياس التمثيل كما في «التحفة المهدية»(1/106): هو إلحاق الفرع بالأصل في الحكم بجامع الوصف المشترك بينهما.

قياس الأولى: هو أن ما ثبت في حق المخلوق، وأمكن أن يتصف الله به، فيوصف الله به من باب أولى، قال تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى [النحل: 60 وهكذا ما كان من نقص في المخلوق فالله أولى بأن ينفى عنه، كالعيوب، والنقائص، الله أولى بأن ينفى عنه.

علَّق على هذه الآية الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/115 وقال: بمعنى كل صفة كمال، فلله تعالى أعلاها، والسمع والعلم والقدرة والحياة والحكمة وما أشبهها موجودة في المخلوقات، لكن لله أعلاها وأكملها.

 (فَإنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ) أي: أن الله أعلم من كل عالم، وهذا فيه شمول علم الله ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [التغابن: 11].

(وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلًا) كما قال تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء:122].

(وَأَحْسَنُ حَدِيثًا) كما قال تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء:87].

(مِنْ خَلْقِهِ) هذا تعليل لما سبق في أننا نصف الله بما وصف به نفسه، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف؛ لأن الله أعلم بنفسه وبغيره، وهو قد أخبر بذلك.

( ثُمَّ رُسُلُه صَادِقُونَ مُصْدوقُون) وهذا يدل على صدق الرسل فيما أخبروا به من الصفات؛ لأنهم صادقون مصدوقون.

الصادق في قوله، المصدوق فيما يأتي به من الوحي.

(بِخِلافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لا يَعْلَمُونَ) من المشركين والكفار وأهل البدع والأهواء والتحريف.

(وَلِهَذَا قَالَ: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) ﴾[الصافات] .

﴿رَبِّكَ ﴾ الرب: المالك، والسيد، والمنعم، والمربي، والمصلح.

والربوبية قسمان: عامة، وخاصة.

الربوبية العامة: ربوبية الخلق والملك والتدبير والإنعام، هذه عامة لجميع الخلق تشمل: البر، والفاجر، والحيوانات.

الربوبية الخاصة: ربوبية النُّصرة، والهداية، والحفظ، والرعاية، وهذه لأولياء الله.

وهذا النوع أخص من الأول.

الربوبية في ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)﴾ خاصة، وفي ﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يشمل الربوبية الخاصة والعامة.

﴿ رَبِّ الْعِزَّةِ ﴾ أي: صاحب العزة، والعزة من صفات الله، ومن أسمائه العزيز، والعزيز هو: الذي لا يغالَب ولا يمانَع.

التسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به.

(فَسَبَّحَ نَفْسَهُ) أي: نزه نفسه.

(عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ؛ لِسَلامَةِ مَا قَالُوهُ مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ) الذين ينفون صفات الله، أو يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ونحو ذلك.