جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 26 نوفمبر 2023

(117) نصائح وفوائد

 

 

                   تفاوت المنفقين

قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)[المعارج: 19 - 22].

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ الله:

فَإِنَّ الصَّدَقَةَ مِنْ جِنْسِ الْقِتَالِ، فَالْجَبَانُ يَرْجُفُ، وَالشُّجَاعُ يَثْبُتُ.

«مجموع الفتاوى»(14/95).  

وقال ابن القيم في «الأمثال»(50): وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ فَوْقَ ذَلِكَ، بِحَسْبِ حَالِ الْمُنْفِقِ وَإِيمَانِهِ وَإِخْلَاصِهِ وَإِحْسَانِهِ وَنَفْعِ نَفَقَتِهِ وَقَدْرِهَا وَوُقُوعِهَا مَوْقِعَهَا؛ فَإِنَّ ثَوَابَ الْإِنْفَاقِ يَتَفَاوَتُ بِحَسَبِ مَا يَقُومُ بِالْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصِ وَالتَّثْبِيتِ عِنْدَ النَّفَقَةِ، وَهُوَ:

إخْرَاجُ الْمَالِ بِقَلْبٍ ثَابِتٍ قَدْ انْشَرَحَ صَدْرُهُ بِإِخْرَاجِهِ، وَسَمَحَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَخَرَجَ مِنْ قَلْبِهِ خُرُوجَهُ مِنْ يَدِهِ، فَهُوَ ثَابِتُ الْقَلْبِ عِنْدَ إخْرَاجِهِ، غَيْرُ جَزِعٍ وَلَا هَلِعٍ وَلَا مُتْبِعِهِ نَفْسَهُ تَرْجُفُ يَدُهُ وَفُؤَادُهُ.

 وَيَتَفَاوَتُ بِحَسْبِ نَفْعِ الْإِنْفَاقِ وَمَصَارِفِهِ بِمَوَاقِعِهِ.

 وَبِحَسْبِ طِيبِ الْمُنْفِقِ وَزَكَاتِهِ.

فجاهد نفسك عن البخل الخُلُقِ الذميم، وابذل بنفسٍ طيبة منشرحة، وفي الحديث القدسي: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك، وأخرج العطاء من قلبك قبل أن تخرجه من يدك؛ لتجد ثمرة الإنفاق في الخير وعلى الأهل والأقارب.