من أمثلة الحديث الضعيف ومعناه صحيح
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَضَعَ خَاتَمَهُ»، رواه أبو داود (19). الحديث معل؛ وهِمَ فيه همام بن يحيى العوذي. وذكره والدي الشيخ مقبل رحمه الله في «أحاديث معلة ظاهرها الصحة» (17).
ومعناه صحيح، فلا ينبغي دخول الخلاء بشيءٍ فيه ذكر الله؛ تعظيمًا لله سبحانه: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
-عن الحسن-وهو البصري-: لما نزلت هذه الآية ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبْشِرُوا أتاكُمُ اليُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» رواه ابن جرير في «تفسيره» (24/495)، وهذا مرسل، ومعناه صحيح، قال تَعَالَى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) ﴾[الشرح].
-عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ، إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ».
هذه الزيادة: «إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ» ضعيفة؛ من طريق رِشدين بن سعد، وقد كان صالحًا في دينه مغفلًا في روايته.
والإجماع على هذه الزيادة، وأنه إذا وقع في الماء نجاسة وتغير أحد أوصافه الثلاثة بسبب النجاسة؛ فإنه ينجس.
قال ابن المنذر في «الإجماع» فقرة(11): أجمعوا على أن الماء القليل والكثير إذا وقعت فيه نجاسة، فغيرت للماء طعما، أو لونا، أو ريحًا، أنه نجس ما دام كذلك.
فهذه الزيادة معناها صحيح.
فلا بأس أن يُبيَّن أن معنى الحديث الضعيف صحيح، والشيخ الألباني رَحِمَهُ الله قد يأتي بهذه العبارة عقِبَ حكمه على الحديث؛ للفائدة.
أو يقال في التعليق على الحديث الضعيف: ويُغني عنه كذا وكذا.