محاربة الشيطان والاعتصام بالله منه
قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:
الشيطان لا يبرز أمامك حتى تنتصف منه، وإلا ففي بني آدم شجعان يمكن يبرزون له، وخصوصًا ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) ﴾ [النساء: 76].
فكيد الشيطان ضعيف، فكان يبرز له من الشُّجعان إما أن يقتلوه، وإما أن يقتلَهم.
من الناس من يهب نفسه لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ويبيع نفسَه لله عَزَّ وَجَل، ويتصارع مع الشيطان حتى يَقتل العدو اللدود، لكن يأتي من قِبل الوسوسة.
وأحسن عصمة منه: الاعتصام بالإخلاص لله عز وجل؛ فإن الشيطان عند أن قال: ﴿لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ﴾ [ص: 82-83].
ثم بعد ذلكم المحافظة على الأذكار، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «إذا دخل أحدكم البيت، فقال: بسم الله، قال الشيطان: لا مبيت، فإذا أكل طعامًا فقال: بسم الله، قال الشيطان: ولا عشاء».
فينبغي أن نتحصَّن بالأذكار
وبالعبادة
وبمتابعة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ من ذلكم العدو اللدود.
ثم رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) ﴾ [الأعراف: 200-202].
الأمر عندك بحمد الله حَصانة، وليست بحصانة دبلوماسية تنتهي إذا لم تكن عبدًا لهم، لكنها حصانةٌ إلهية بإذن الله تعالى.
نعم ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) ﴾ [الإسراء: 53].
وهذه أيضًا تعتبر حصانة بإذن الله؛ لأن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون-كما في «صحيح مسلم»-، ولكن بالتحريش.
فإذا أراد الشيطان أن يحارش بينك وبين أخيك، وسمع أخوك منك الكلام الطيب، أحبطتَ عمل الشيطان، وأحبطتَ أيضًا عمل نفس أخيك إذا كانت شريرة ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)﴾.
والشيطان يستغل الفرص.
[ش/الأمان من مكائد الشيطان لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]