فائدة حديثية إسنادية
قال الإمام مسلم (371): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى- يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ-، قَالَ: حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا.
ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ - وَاللَّفْظُ لَهُ -، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِاللهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ، فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ!».
قال النووي في شرح هذا الحديث: قَدْ يَلْتَبِسُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ قَوْلُهُ: قَالَ: حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يُوجِبُ اللَّبْسُ عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى اشْتِغَالٍ بِهَذَا الْفَنِّ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا فِيهِ أَنَّهُ قَدَّمَ حُمَيْدًا عَلَى حَدَّثَنَا، وَالْغَالِبُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، فَقَالَ هُوَ: حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ تَقْدِيمِهِ وَتَأْخِيرِهِ فِي الْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ.
فالغالب أنهم يقولون: حدَّثنا حميد، فيجعلونه من باب الفعل والفاعل، فقال هو: حميدٌ حدَّثنا، فجعله من باب المبتدأ والخبر، فـ حُميدٌ مبتدأ، وجملة حدّثنا خبره. يراجع «البحر المحيط الثجاج»(8/475) للشيخ محمد بن علي الإتيوبي رَحِمَهُ الله.
وقد بوب لهذه المسألة الرامهرمزي في « المحدث الفاصل » تبويب حديث(579): مَنْ قَالَ: فُلَانٌ حَدَّثَنَا، فَقَدَّمَ الِاسْمَ. وذكر عددًا من الأسانيد بهذه الصيغة.