من تنام نهار رمضان إلى الظهر؛ لأنها في الليل تسهر بالقيام وبخدمة أهل بيتها، وعندها جدتها مريضة طريحة الفراش، لازم تعتني بها فلا تستطيع النوم بالليل، وأجلس إلى الفجر ثم أنام بعد طلوع الشمس إلى الظهر، هل من كان هذا حالها صيامها ناقص وفوتت خيرًا؟
الجواب
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن لنفسك عليك حقًّا.
فهذا المقدار من الراحة أو قريبًا منه يلزمك؛ حسب احتياج جسمك الذي لا بُدَّ منه.
وأذكِّرك بصلاة الضحى قبل أن تنامي؛ حتى تفوزي بأجر صلاة الضحى.
وأنت مأجورة على ما تقومين به من الجهود في خدمة أهل البيت إن احتسبتِ الأجر من الله، وكذا ما تقومين به من خدمة لجدتك المريضة، وقد يقوم أجرك مقام أجر العُبَّاد المتفرغين للعبادة؛ لما تقومين به، النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: «وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ».
والله لا يضيع أجر من حسن أعملًا.
وقد يدعون لك بدعوةٍ تسعدين بها في الدنيا والآخرة، وتجدين نشاطًا وقوة حتى يُفرِّج الله، وخاصة دعوة الوالدين، ودعوة تلك الجدة المريضة؛ فإن المريض في حالة انكسار وضعفٍ، ودعاؤه مظنة الاستجابة.
كما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ الحديث رواه مسلم (2569).
قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين»(4/467): قال العلماء: إن المريض حري بإجابة الدعاء، إذا دعا لشخص أو دعا على شخص.
أسأل الله عَزَّ وَجَل أن يثيبكِ ويصلح حالكِ ويكفيكِ الفتن والمحن.
-----------------------------------------------