جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 23 أبريل 2023

(55) فتاوى رمضان


سؤال من أخت:

بالنسبة لقول الرسول صلى الله عليه و سلم : "من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب الله له قيام ليلة."

لو صلت المرأة التراويح في بيتها بما تيسَّر لها من القرآن، هل يكون لها نفس الأجر؟ أي أجر قيام الليل؟

وجزاكم الله خيرا على الإفادة ونفع الله بكم.

 

الجواب

الحديث المشار إليه:

عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» رواه أبو داود(1375).

وهذا لا يعني أن من لم تصلِّ التراويح في جماعة في المسجد لا يكتب لها قيام ليلة، فلو صلت في بيتها منفردةً تنال ذلك الأجر إن شاء الله تَعَالَى؛ فإن هناك أدلة فيها حث المرأة على الصلاة في البيت فرضِها ونفلها. كقوله صلى الله عليه وسلم:« وبيوتهن خيرٌ لهن» رواه أبو داود.

ولكن إذا كان هناكَ فائدة إيمانية روحية وسَكينة لا تجدها في البيت، فالأفضل لها أن تخرج إلى المسجد، مع الالتزام بآداب خروج المرأة، والحشمة والحياء.

وبهذا أفتى العلامة الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله، وإليكِ نص الفتوى:

معلوم لدى الجميع أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من الصلاة في المسجد، مع ذلك نحن نشاهد في السُّنَّة أن النساء في عهد النبي  صلى الله عليه وسلم  كن يُؤْثِرن الصلاة في المسجد، فكيف هذا؟

الجواب: أن القاعدة هو: «وبيوتهن خير لهن»، لكن إذا كان في المسجد فائدة علمية وعظية تربوية، لا تتمكن المرأة من تحصيلها وهي تصلي ولا تخرج من عقر دارها، حينئذٍ يصبح المفضول فاضلًا والفاضل مفضولًا، واضح إلى هنا.

صلاة التراويح كذلك.

إذا كان هناك جماعة من المسلمين يُصَلُّون القيام في رمضان في المسجد، وكانت المرأة لا تشعر بفضيلة ليالي رمضان، بل تشعر بوحشة؛ لأنه ما فيها حولها جماعة دينية، وجماعة صالحين يقيمون الصلاة التي تتخصص في ليالي رمضان بها، بل تشعر بأن حياتها التي يمكن أن نسميها اليوم بالحياة الروحية تسْمُو هناك في المسجد مع جماعة المسلمين؛ فتكون صلاتها في المسجد حينذاك أفضل من صلاتها في بيتها. اهـ المراد من «جامع فقه الألباني»(2/267).