الحث على الإخلاص
عَنْ جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ» رواه البخاري (6499)، ومسلم (2986).
فيا أيها العُبَّاد، القوَّام، الصوَّام، المجاهدون، المسخرون أنفسهم وأوقاتهم للحفظ والعلم، علينا بأن نحاسب أنفسنا، لا يذهب العمل هباء منثورًا، وتذهب الجهود والأوقات سُدًى.
قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ تعالى في «الفوائد» (49): الْعَمَل بِغَيْر إخلاص وَلَا اقْتِدَاء، كالمسافر يمْلَأ جرابه رملًا يثقله وَلَا يَنْفَعهُ.
الجراب: الوعاء، فبدلًا مِنْ أن يأخذ له المسافر متاع السفر وزاده، يأخذ في الجراب ترابًا، فما ينتفع به يثقله ولا ينفعه، هذا مثَلٌ للذي لا يخلص عمله لله عَزَّ وَجَل، أو يتَّبِعُ ما يوافق هواه، فلا بد من الاقتداء والإخلاص.
فنحتاج إلى تفقُّدِ أنفسنا، وأن نحرص على إصلاحها وتزكيَتِهَا.
قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في «السير الحثيث شرح مختصر علوم الحديث»(287): ولن يبارك الله، ولن يوفِّق الله أيضًا شخصًا إلا إذا كان مخلصًا لله، نسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص، وأن يعينَنا على أنفسِنا.
فمن أسباب عدم التوفيق، ونزع البركة: فقد الإخلاص، فالإخلاص شأنه عظيم في توفيق الله سُبحَانَهُ للعبد، وبركة علمه ونمائِه، نسأل الله أن يعيننا على مجاهدة أنفسنا.
وإن من أسباب الإخلاص:
-التأمُّلِ في ضعف المخلوق هذا يعين على إخلاص العمل لله عَزَّ وَجَل، فالمخلوق ضعيف عاجز، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا.
- كذلك الإيمان بالقدر أيضًا يعين على الإخلاص.
-العلم النافع أيضًا يهذِّبُ ويعين على صلاح السريرة؛ لأنه تمر الآيات والأحاديث في الحث على الإخلاص، في فضل الاخلاص وبركته، والتحذير من الرياء والوعيد عليه، فيُصلِحُهُ العلم بإذن الله تَعَالَى.