صلاح البنت بصلاح أهلها في الغالب
تطلب إحدى أخواتي التعليق على رسالةٍ وصلتها، نصُّها:
المرأة، تحكي، تربية أبيها، وغيرة أخيها، ورجولة زوجها.
لذلك قالوا لمريم: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
ذكَّروها بأخيها، وأبيها، وأمها، ففي صلاح هؤلاء صلاحها. اهـ.
---------------------------------
أقول: هذا كلام حق.
قال السعدي رَحِمَهُ الله في «تفسيره»(492): ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ أي: لم يكن أبواك إلا صالِحين سالمين من الشر، وخصوصًا هذا الشر، الذي يشيرون إليه.
وقصدهم: فكيف كنت على غير وصفهما؟ وأتيت بما لم يأتيا به؟
وذلك أن الذرية - في الغالب - بعضها من بعض، في الصلاح وضده، فتعجبوا - بحسب ما قام بقلوبهم - كيف وقع منها، فأشارت لهم إليه، أي: كلِّموه. اهـ.
فصلاح البنت بصلاح أهلها، وصلاح الفرع بصلاح الأصل.
وبالتالي تسحب ذلك إلى أبنائها إذا رزقها الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، بل على الزوج وبقية الأسرة، خيرًا كان أو شرًّا، صلاحًا أو فسادًا، سلبًا أو إيجابًا.
وكما قيل:
إذا كان ربُّ البيت بالدُّفِّ ضاربًا... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وقد يتخلَّف هذا، ولكن هذا في الغالب.
فينبغي اختيار البنت من أُسرة صالحة؛ لأن لهذا تأثيرًا في صلاحها وسلوكها، ويتكون من تلكَ الصفات الطيبة أُسرة مباركة سعيدة، في دينها ودنياها.