التحذير بلفظ: إياي
قد جاء هذا في بعض
الأدلة، منها:
عن أم سلمة رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا، قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي
لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِيَّايَ لَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ
عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، فَأَقُولُ: فِيمَ هَذَا؟ فَيُقَالُ:
إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا»
رواه مسلم(2295).
قال الحافظ
ابن حجر في « فتح الباري» شرح حديث(3059): وَإِيَّايَ فِيهِ تَحْذِيرُ الْمُتَكَلِّمِ
نَفْسَهُ، وَهُوَ شَاذٌّ عِنْدَ النُّحَاةِ كَذَا قِيلَ.
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الشُّذُوذَ فِي
لَفْظِهِ، وَإِلَّا فَالْمُرَادُ فِي التَّحْقِيقِ إِنَّمَا هُوَ تَحْذِيرُ
الْمُخَاطَبِ، وَكَأَنَّهُ بِتَحْذِيرِ نَفْسِهِ حَذَّرَهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى
فَيَكُونُ أَبْلَغَ.
وقال
ابن مالك في «الألفية»:
وشذ
إياي، وإياه أشذ ... وعن سبيل القصد من قاس انتبذ
ومعنى
هذا: أن التحذير بما يدل على المتكلم شاذٌ، وأشذُّ منه أن يكون للغائب: إياه، كما قيل: إذا بلغ
الرجل الستين فإياه وإيا الشوابّ.
فائدة:
-الشاذ عند النحويين: ما خالف القواعد.
[وقال الشيخ ابن عثيمين في « شرح
ألفية ابن مالك» في تعريف الشاذ عند النحويين: والشاذ معناه: أنه مخالف للقياس]
-الشاذ عند أهل الحديث: مخافة
المقبول لمن هو أولى منه.
-الشاذ
عند أهل الفقه: ما خالف الدليل.
هذه
الثلاثة الأُولى استفدتها من والدي رحمه الله.
قلت: قال ابن حزم رَحِمَهُ الله في « الإحكام في
أصول الأحكام»(8/74): كل ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
فهو حق، والحق لا يكون شاذًّا، وإنما الشاذ الباطل.
-الشاذ
في القراءة: ما جاء بطريق الآحاد.