أول شيخ للبخاري في «صحيحه»
أول حديث أخرجه الإمام البخاري في «صحيحه» من طريق الحميدي، وهو أبو بكر عبدالله بن الزبير القرشي المكي.
وقد ذكر السببَ في هذا الحافظُ في «الفتح» (1/10)، وقال: فَكَأَنَّ البُخَارِيَّ امتَثَلَ قَولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:«قَدِّمُوا قُرَيشًا»، فَافتَتَحَ كِتَابَهُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الحُمَيدِيِّ؛ لِكَونِهِ أَفقَهَ قُرَشِيٍّ أَخَذَ عَنهُ، وَلَهُ مُنَاسَبَةٌ أُخرَى لِأَنَّهُ مَكِّيٌّ كَشَيخِهِ، فَنَاسَبَ أَن يُذكَرَ فِي أَوَّلِ تَرجَمَةِ بَدءِ الوَحيِ؛ لِأَنَّ ابتِدَاءَهُ كَانَ بِمَكَّةَ.اهـ.
وهذا كان يذكره لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ.
وقول الحافظ: «لأَنَّهُ مَكِّيٌّ كَشَيخِهِ» يعني: شيخه سفيان بن عيينة فهو مكي أصيلة، ومولده بالكوفة.
والحميدي عن سفيان هو سفيان بن عيينة، فلا يشتبه بسفيان الثوري؛ لأن الحميدي لم يروِ عن سفيان الثوري.