جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 23 مارس 2022

(14) سلسلة النساء الفقيهات

 

   مِنْ فِقْهِ أمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

 

عن يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ: كَانَ مِسْوَاكُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  مُنْقَعًا فِي مَاءٍ، فَإِنْ شَغَلَهَا عَمَلٌ أَوْ صَلاةٌ وَإِلا أَخَذَتْهُ فَاسْتَاكَتْ بِهِ.

[أخرجه ابن سعد في «الطبقات»(8/110): أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، به.

هذا أثرٌ صحيح، رجاله كلهم ثقات.

كثير بن هشام: الكِلَابي، أبو سهل الرَّقّي، نزيل بغداد: ثقةٌ.

ويزيد بن الأصم ابن أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم]

نستفيد من حرص أمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا على استعمال السواك:

أهمية استعمال السواك، وهذا مِنْ فقهِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. فنصيحتي للمرأة التي تغفل عن هذه السنة أن تحرص عليها؛ تأسيًا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وامتثالًا للدليل.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ» رواه البخاري (887)، ومسلم (252)

قال ابن دقيق العيد في «إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام» (1/ 107): دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ على استحباب السواك عند الْقِيَامِ إلَى الصَّلَاةِ، وَالسِّرُّ فِيهِ: أَنَّا مَأْمُورُونَ فِي كُلِّ حَالَةٍ مِنْ أَحْوَالِ التَّقَرُّبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ نَكُونَ فِي حَالَةِ كَمَالٍ وَنَظَافَةٍ؛ إظْهَارًا لِشَرَفِ الْعِبَادَةِ. اهـ بتصرف يسير.

ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» رواه الإمام أحمد (7)، والنسائي (5)، وعلقه البخاري (3/ 31) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.

فمن حَرَصَتْ على السواك عملًا بالسنة، فهي في خير وسنة وعبادة، وصدقة منها على نفسِها، وزيادة أجور وحسنات، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء.

وذكروا من الأشياء التي تزيد في العقل: السواك..

ولا بُدَّ كما تقدم الإشارة إليه من الاحتساب، لِمَنِ ابتغتِ الأجر والثواب من الله، وإلا كان عادةً لا أجر فيه.

وإذا لم يتيسر عود السواك، فلا بأس باستبداله بفرشاة الأسنان. والله أعلم.