جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 7 يناير 2022

(22) اللغة العربية


لفظة (اللهم)

تستعمل اللهم على ثلاثة أنحاء:

·         في النداء، وهذا هو الأصل، ومنه قوله تَعَالَى: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا [المائدة: 114]. اللهم: منادى بحرف نداء محذوف، والميم عوض عن الياء المحذوفة.

·         الاستعمال الثاني: أن يذكرها المجيب تمكينًا للجواب في نفس السامع، ومنه الحديث الآتي:

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى  الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ الحديث وفيه: فَقَالَ الرجل: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» الحديث. رواه البخاري (63).

وتستعمل في الإيجاب مثل ما تقدم في الحديث، ومثل: أمحمد قائم؟ فيقال: اللهم نعم. وفي النفي، مثل: أمحمد قائم؟ فيقول: اللهم لا.

·         وتأتي للاستثناء وتفيد التقليل وندرة الوقوع.

ينظر مظان هذه المسألة في كتب النحو، مثل: «شرح الأشموني» (3/31و «شرح التصريح على التوضيح» (2/224) لخالد الأزهري رَحِمَهُ اللهُ.

ولا تخرج (اللهم) في الموضعين الأخيرَين عن النداء، فهي منادى بحرف نداء محذوف، ففي «حاشية الصبان على شرح الأشموني»(3/218) بعد أن ذكر ما يخالف هذا: المتجه عندي أنها باقية على تركيبها، وأنه يقال: اللهم منادى أي: ولو صورة مبني على ضم... فتأمل. اهـ.

 وإذا لحقتها الميم، فلا يؤتى بـ«يا» حرف النداء؛ لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه. العوض: هي الميم، والمعوض عنه: ياء النداء المحذوفة؛ ولهذا لا يجتمع ياء النداء مع الميم، قال ابن مالك رَحِمَهُ اللهُ في «ألفيته»:

والأَكْثَرُ اللَّهُمَّ بالتَّعْوِيض

۞۞۞

وشَذَّ يا اللَّهمَ في قَرِيض

وقريض: الشعر، يعني: وجود «يا» في الشعر شاذ، ومنه قول الشاعر:

إني إذا ما حَدَثٌ ألمَّا

۞۞۞

أقول يا اللهم يا اللهما

وإذا حذفت الميم جاز إدخال ياء النداء «يا الله».

 ثم أغلب الأدلة في مناداة الله سبحانه أنها تكون بغير حرف النداء.

وجاء في بعض الأدلة لكنها قليلة وجود «يا» في نداء الله، من ذلك:

عن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، الحديث وفي آخره: «وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ» رواه مسلم(920).

عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عن النبي صلى  الله عليه وسلم قال، الحديث وفيه: «أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَحَابِي». رواه البخاري(4740ومسلم (2860).